فارسٌ عاصر العبسيَ في الفيافي
وعروةَ بن الورد بين دهاليز التاريخ
لم يفارق موائد الصعاليك
ولم تجرّه غواياتُ الحروب لشهوةٍ دمويّة
ابن عرس
سفير الحقول النائية
وآخر ما تبقى من سلالة الصبّار
ما لم تنقلْه الرواة تقرّ به الأرض
بزفيرها الصيفي
بكل طائرٍ خطّ له وشما فوق جبينها المتشقّق عطشا
متهمٌ اليومَ بتحريض الأمس للإطاحة بالغد
الغدُ ما ظنّ أحدهم سيملأ موانئهم بسفن الرغيف
أو يُكحّل عيونَ خرافهم لعيدٍ زائف
متهمٌ
اختبرهُ أهلُ الجنوب
نُزعت أظافره ولم يعترف عن حبيبةٍ تعسكر بين ثناياه
أو عن وطنٍ راح يُقامرُ بآخر ورقةٍ من أبنائه على طاولةٍ من نار
أو عن حمائمَ لم تجد لها موطئاً على خريطةٍ انكسرت وأُريق شعبها
لتبتلّ أرضُ الله بجوازاتٍ كُتب عليها (اترك أهليك فالوادي المقدّس ملغّمٌ
فآت بقبسٍ منك... زيتُك العراقي لا ينضب)
أو عن أمّهات تستدرج الحليب من بين جلدٍ وعظم
(كأعجاز نخلٍ خاوية)
متهمٌ
الرواةُ من دبّر هذه المكيدة المستقبلية
على باب سجنه
خلسةً عن السجّان
ترك له خطى معكوسة كي لا تدرك الأجيال المقبلة درب المشانق
أو تعتلي المقصلة على رؤوسٍ آمنت بشتاء القصائد
على باب سجنه
ترك اسطوانةً
تُرتّل سورة المائدة
كي لا تخلو البرادات من غدٍ طازجٍ
أو تأكل الصحون الفارغةُ بعضَها بعضا
متهم بالاسترخاء
على مقربةٍ من شاطئه الروحي
أودع بلاهةَ الانتظار
بين شُعبه المرجانية
كي لا تطّلعَ النوارسُ العاجزة على سرّ رحلةٍ قد لا تجيء
سفينةٌ بيضاء بأشرعةٍ قرمزيّةٍ
تتسلّل من بين أصابع الرواة
تخترق الهوامشَ لتطفو على سطح الورقة
ابن عرس
متهمٌ بابتلاع البوصلة وضياع الجهات
يخطط لكتابة ما لم تنقله الرواة
عن حبيبةٍ رتّق ثوبها الانتظار
أو وطنٍ راح يلملمُ أبناءه ....فشتاءُ القصائد حلّ بمعطفه الثلجي
يُوزّع الهدايا
كي لا تخلو صناديق الأطفال من غدٍ بطعم البرتقال وأمس بعشوائية الملائكة
يحلم بصورةٍ شمسيّةٍ لليلٍ باسمٍ يُقبّل صدعَ الأرض
أَخلِدُوا الى النوم واحلموا برحلةٍ على متنِ سفينةٍ بأشرعةٍ قرمزيّة
برهةً.....قد تجيء