إسكتشات - نورا عثمان | القصيدة.كوم

شاعرة ومترجمة ورسامة مصرية، تكتب لوحاتٍ وترسم قصائد


177 | 5 | 0 | 0





مِن ذاكرتي لا مِن كونِ مواضيعي تتمثّلُ لعيوني


(١)
ما أبعدَ صورتَكَ
وما أوضحَها،
حين دخلتَ الغابةَ وحدكَ
هل أدخلكَ الجنّيُّ الطيّبُ روضتَها؟
أم صادفتَ الشيطانَ مباشرةً؟..
وجهُكَ
رسمٌ سرّيٌّ
وبهِ أتذكّرُ ألمي، إذ منذُ دخلتَ إلى الغابةِ وحدكَ
أنتظرُ خروجَكَ
لكنكَ لم تخرجْ

(٢)
أنتِ الواحةُ في هذا الجَدبِ المتكاملِ.
لا تندهشي
وجهُكِ، حتّى مِن غبشِ الذاكرةِ، يضيءُ
وعينُكِ، ما أجملَ عينَكِ،
تحرسُ أحلامي

(٣)
تنخفضُ الشمسُ قليلًا
لكنكَ تغمضُ عينيكَ،
ويمتدُّ البحرُ بعيدًا لكنكَ لا تجدُ المعنى في الإبحارِ...
أخي!
لا تتركْ قلبَكَ بالشمسِ، فسوفَ يجفُّ
ولا تمنحْ عينيكَ لبحرٍ يطمسُ رؤيتَها.
وجهُكَ يُبكيني الآنَ
فما أقسى أن يملأَ ذاكرتي وجهُكَ إذ تبكي!

(٤)
دائرةٌ تبتلعُ الكلَّ
وها أنتِ الخارجةَ عن السِّربِ
تحطّينَ على كتفي.
ما أصعبَ أن أرعاكِ بجوٍّ يعصِفُ بي
لكنّي أجدُ الراحةَ في أمنِكِ تحتَ جناحي،
وأرى وجهَكِ أملًا مجهولًا يُدفئُ قلبي

(٥)
مِنكِ، وقد غطَّتْ أجنحةُ الليلِ عيوني،
تسطعُ شمسي.
مِن شفتيكِ، وقد شربَ الصَّبرُ نخاعَ عظامي،
ينسكبُ العطفُ الشافي.
وبوجهِكِ -إذ يملأُ ذاكرتي أو بصري- أتعافى؛
بغيابِكِ يا خازنةَ حياتي
قد أفقدُ روحي

(٦)
منذ عرفتُكَ وأنا أسألُ نفسي
ما غرضُكِ مِن هذا الحبِّ اللاهي
كانَ سؤالي جدلًا..
أتمنَّى
أن أنغرزَ بقلبِكَ حتّى يصعبَ إخراجي.
وجهُكَ
يُفقدُ ذاكرتي رغبتَها أن تستحضرَ غيرَكَ.
بلْ، ويثيرُ بقلبي شجنًا دوريًّا وحنينًا مألوفًا

(٧)
الزهرةُ قبلَ نزولِ الطلِّ
وبعدَ نزولِ الطلّْ.
الغيمةُ في الأفقِ الصافي
أو في الأفقِ المبتلّْ.
وكأنّكِ أغنيةٌ لا يجرحُها صوتي الباكي
وجهُكِ شُباكي، يُطلعني مِن قوقعةِ اليأسِ على الدنيا

(٨)
ما أقساني حينَ حجبتُكَ عني،
ما أقساني حينَ أدرتُ شراعي نحو الغربِ
وأنتَ تشدُّ حبالَ شموسِكَ في الشرقِ لتشرقَ مِن أجلي.
ما أعظمَ ذنبي
أو ما أبعدَ خجلي!
لستَ حبيبي
لكنّي.لا أجحدُ عاطفةً تؤلمُ قلبَكَ؛
وجهُكَ
لا يكتملُ برسمي إلّا ودموعُكَ شبحٌ مصلوبٌ فوقَ خطوطي

(٩)
ماذا أكتِمُ عنكِ؟!
أحبُّكِ، ذلكَ حسٌّ محفورٌ في قلبي
ولذلكَ لا يؤلمُني نسيانُكِ لي
فأنا أتذكّرُ.
وجهُكِ لا يفقدُ رونقَهُ
ما زلتِ الزهرةَ في أوجِ تفتُّحِها!
وأنا ما زلتُ أراكِ كأنّي بالأمسِ رأيتُكِ
لم يتغيّرْ شيءٌ

(١٠)
خطّطتُ طوالَ اليومِ وجوهًا
ووضعتُ بحرصٍ أوراقي مِن حولي،
في أرضِ المرسمِ
ثمةَ دائرةٌ مِن أحبابي
وأنا نائمةٌ في مركزِها
أحضنُ نفسي كجنينٍ وَسطَ النظراتِ المرسومةِ بالفحمِ
وأبكي وحدةَ قلبي.





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)