المنفى - أنس الدغيم | القصيدة.كوم

شاعر وكاتب وناشِط سوري مقيم في تركيا (1979)


235 | 0 | 0 | 0



ولِدتُ ولم تكنْ أمّي بغيّا .... كوجهكَ أنتَ يشرقُ سرمديّا
كنجمٍ صارَ من صلصال روحٍ .... و يسكنُ حينَ يسكنُكَ الثّريّا
وما وُلِد الهوى فرداً و لكنْ .... ولدنا حين شئتَ لنا سويّا
وأنتَ البيتُ والمنفى وغيمٌ .... بحجمِ الشّعرِ يُمطرنا رويّا
وكنتَ وكان وجهي شطرَ أُخرى ... بقايا (مكّةٍ) لبثتْ سِنيّا
وكنتَ دمشقَ تنزفُ ياسميناً .... لتدفعَ عنكَ سيفاً مَزْدَكيّا
تصالحنا على فجرٍ جديدٍ .... فكان الفجرُ يا أبتي عصيّا
ومازلنا نحاولُهُ ليأتي .... على أشلائنا صُبحاً طريّا
ونفرشُ كلّ راجمةٍ رُكاماً .... لتلبسَ أنتَ ثوباً عبقريّا
وكنتَ لأنّكَ المحمولُ فينا .... و نسكنُ فيكَ منفانا الأبيّا
وهمْ قتلوكَ لمّا صرتَ كوْناً .... و لمّا صارَ وجهُكَ يوسفيّا
وهم ذئبُ القطيعِ و ألفُ جُبٍّ .... و سبعتُنا العجافُ تُعادُ غيّا
وهمْ مَن قَدَّ من دُبُرٍ قميصاً.... و لكنْ كان سِجنُكَ (تدمريّا)
ومذْ أن صارَ حاكمهم إلهاً .... و صارَ النّفطُ سلطاناً وليّا
خرجتُ على نصوصِ الملكِ بغياً ....و أحلى الموت حينَ تموتُ بَغْيا
وهم بُعثوا و ما بُعثوا كراماً .... فكانَ البعثُ موتاً أبجديّا
وما غُلبَت بأدنى الأرضِ رومٌ .... كما غُلِبوا بأدناها عُرِيّا
وما صلبوا مسيحاً كلَّ يومٍ .... صليبٌ يقتلُ الشّعبَ النّبيّا
أنا المشنوقُ أعلى كلِّ حرفٍ .... و أسفلَهُ سيحتضرونَ خِزيا
فإنْ يكُ دونَ هذا الشعرِ موتٌ .... فحَيّ على جلالِ الموتِ حيّا
وكمْ قزمٍ تولّانا صغيراً .... فصار اليومَ جبّاراً شقيّا
فما رُزِقَ الشّجاعةَ في صِباهُ .... و أوتيَ حُكمَ والدهِ صبيّا
يُمانعُ عن دمشقَ الشامِ زوراً .... و باسمِ الشّامِ يقتلُنا مليّا
يصلّي باسمِ أهلِ البيتِ صُبحاً ... و يسبي زينبَ الكُبرى عشيّا
فلمْ أرَ حاكماً حرّاً شريفاً .... و لم أرَ فيهمُ بشراً سويّا
لقد وُلِدوا حراماً من حرامٍ .... و ما وَلدوا كريماً أو أبيّا
سألعنُ أمّةً قد بايعتْهم .... و أُمّاً أنجبتْ كلباً بغيّا
بلادي يا صلاةَ الماء قومي .... و مُرّي كالدّعاءِ على يديّا
وقومي يا بلادي من عظامي .... و لحمي واعبري منّي إليّا
وضمّيني إلى خدّيكِ نخلاً .... ليمطرَ أهلَهُ رُطَباً جنيّا
فأنتِ اللّامَساسُ و كفُّ موسى ... تواجِهُ كلَّ شامٍ سامِريّا
فتحيا أمّةٌ تُدعى عِراقاً .... و تسقطُ أمّةٌ قتلتْ (عليّا)


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا:




أنتَ الكتابُ وكُلُّنا قُرّاءُ
( 999 | 5 | 2 )
أمٌّ بقلبِ نبي
( 375 | 5 | 0 )
الجوديّ
( 344 | 0 | 0 )
سميتُك الشّعرَ الحنيف
( 338 | 0 | 0 )
الصّنَم
( 312 | 0 | 0 )
سكَّرٌ مِنَ الحِجَاز
( 307 | 5 | 0 )
الغار
( 274 | 0 | 0 )
فصلٌ من سيرةٍ ذاتيَّة
( 245 | 0 | 0 )
عِمتُم جلالاً أيها الشّهداءُ
( 237 | 0 | 0 )
أحبُّكَ
( 235 | 0 | 0 )
‏قابَ شمسَين
( 230 | 0 | 0 )
قلبي دمشقيٌّ
( 227 | 0 | 0 )
والتين والزيتون
( 225 | 5 | 2 )
من رسالةٍ إلى أبي بكرٍ الصديق
( 219 | 0 | 0 )
لا تصالح
( 216 | 4 | 0 )
رسالةٌ إلى قيادات الثّورة في سوريا
( 212 | 0 | 0 )
يا أمّة إقرأ
( 211 | 0 | 0 )
الرِّهان
( 207 | 0 | 0 )
الشّاعر السّاهر
( 207 | 0 | 0 )
من القدس إلى بغداد
( 206 | 0 | 1 )
سيُروى عنك يا بلدي
( 202 | 0 | 0 )
بين الجُبِّ و ما يخفى
( 201 | 0 | 0 )
يا مكَّةَ العشّاق
( 200 | 0 | 0 )
هو البيتُ العتيق
( 198 | 0 | 0 )
و أمّا بعدُ
( 198 | 0 | 0 )
قال ليَ اليزيد
( 197 | 5 | 0 )
أمُّ القصائد
( 193 | 0 | 0 )
بينَ الكافِ والنونِ
( 190 | 0 | 0 )
في هجير النّفس
( 190 | 0 | 0 )
بَيني وبينَكَ
( 189 | 0 | 0 )
أنس نامة
( 187 | 0 | 0 )
يا قبلة الشهداء
( 186 | 0 | 0 )
أَحَدٌ أحَد
( 186 | 0 | 0 )
للقدس
( 186 | 0 | 0 )
يا قادسية أشواقي
( 184 | 0 | 0 )
لا تصنّفني
( 183 | 0 | 0 )
إنّي رأيتُ اليأسَ كُفرا
( 180 | 0 | 0 )
‏أضأتَ لهم
( 176 | 0 | 0 )
يا شاعرَ العشق
( 176 | 0 | 0 )
الصّولَجان
( 174 | 0 | 0 )
في رثاء شيرين أبو عاقلة
( 171 | 0 | 0 )