أنس نامة - أنس الدغيم | القصيدة.كوم

شاعر وكاتب وناشِط سوري مقيم في تركيا (1979)


189 | 0 | 0 | 0



تقيمُ ضلوعي والفؤادُ يسافرُ
و بينهما ينسابُ كالفجر شاعرُ
يطيرُ على وعدٍ من النّور والنّدى
و عندكَ للنّونينِ حتماً مصادرُ
إليكَ جناحاهُ القصيدةُ والمدى
فقلبيَ (إسماعيلُ) والعينُ (هاجَرُ)
فيشرقُ من قبرٍ هو الشّرقُ كلُّهُ
و ليسَ لهُ غربٌ ونورُكَ حاضرُ
نفى جامُ (جَمشيدَ ) الهجوعَ ولم أزلْ
على مااعتراني من لَماهُ أُعاقرُ
وأشربُ باسمِ الله كأساً عتيقةً
تعلّقَها طيفٌ من الهندِ عاطرُ
وأفرحُ بالمعنى إذا ضلَّ دربَه
إلى غير قلبي أو نفتْهُ المعابرُ
كذلك من يهوى يريدُ حبيبَهُ
لهُ وحدَهُ لا يشركُ القلبَ آخرُ
أقمنا خيامَ الشّوق فوقَ عيوننا
فما تغمضُ الأجفانُ والشّوقُ نافرُ
وليس الذي جفناهُ ناما وأسلما
كمن أرّقتْ جفنَيْهِ منكَ الخواطرُ
وليس الذي عيناهُ وسنى من الكرى
كمن قلبُه يا أنت يقظانُ ساهرُ
وكم من سيوفٍ فُوِّقَتْ بسواعدٍ
نَبَتْ وخدودٍ كالورودِ بواترُ
وأخطأَ سهمُ الخصمِ قلبي فلم يُصبْ
و لكن أصابتْ مُبتغاها المحاجِرُ
فما لكَ يا قلبي أسيرَ هواجسٍ
و ما انتَ موتورٌ ولا هو واترُ؟
فصبراً لعلّ الله يحكمُ بيننا
و يرجعُ من غَيبِ الغَياباتِ حائرُ
ويفرحُ (يعقوبٌ) بعودةِ (يوسفٍ)
إذا فصلَتْ عِيرٌ وجاءتْ بشائرُ
حملتُ بحاراً في كنانة مهجتي
و جئتُ وقد أضحى الفؤادُ المهاجرُ
فما مدّ (جبريلٌ) إليّ جناحَهُ
و ها أنذا بالقلبِ والحبِّ طائرُ
على متنِ حبٍّ فيكَ عدلٌ رُواتُه
لهُ سندٌ من حبّكم متواترُ
وما أنا نارٌ في هواكَ تضرّمتْ
و لكن فراشٌ فوقها يتقاطرُ
أذوبُ فتحيا في الفؤاد قصيدةٌ
تسيلُ لها فوقَ الشّفاهِ المشاعرُ
وكنتُ كتمتُ السّرَّ عن كلّ طالبٍ
و لكن هنا يا قومُ تُبلى السّرائرُ
حبيبي إذا لم يشرحِ الحالَ معجمٌ
من اللّفظِ وفّتْهُ الدّموعُ البوادرُ
فأبكي إذا اهتزّتْ غصونٌ وأينعتْ
و ضلّ عن الرّوضِ المباركِ طائرُ
وكانا حديداً ناظرايَ لمن يرى
فجئتُكَ يا إقبالُ والطّرفُ حاسرُ
كمئذنةٍ قلبي يؤذّنُ للهوى
فيسجدُ ما بين الشّرايينِ (بابِرُ)
فعذراً إذا كلّ القصائدِ يُتّمتْ
و وجهُ التي تهوى وتهواكَ سافِرُ
وسافرَ عن أحداقها الكحلُ تاركاً
طلولَ عيونٍ واستُبيحتْ ضفائرُ
ففي كلّ ميناءٍ لها صوتُ غربةٍ
و في كلّ يومٍ عن حماها مسافرُ
وكنّا وصلنا قابَ قوسينِ مرّةً
فعُدنا وقد زاغتْ لدينا البصائرُ
ويصنعُ أهلُ الصّينِ أثوابَ حَجّنا
فنلبسُ والمسعى لنا والمشاعرُ
وكنّا أقمنا للزّمانِ خلافةً
فقامَ عليها بائعٌ ومقامِرُ
ونحن سقينا الأرضَ من حُرِّ مائنا
فحتّى متى نظما وزمزمُ ماطرُ؟
وكان يؤدّي الغيمُ فَيءَ خَراجهِ
إلينا ويعطي عن يَدٍ وهْوَ صاغرُ
فما بلغَ اليومَ الفطامَ صبيُّنا
و لا سجدتْ للبالغينَ الجبابرُ
كأنْ لم يكنْ يا (دجلةَ) الخير (خالدٌ)
و لم يقطعِ الصّحراءَ يا شامُ (عامرُ)
ولم يركبِ البحرَ (العلاءُ) كأنّما
على الماءِ بحرٌ من هدى الله زاخرُ
ولم تقرأِ الدّنيا الكتابَ فتهتدي
إلى الله أرواحٌ بهِ وسرائرُ
وكنّا إذا ما حرّةٌ هتفتْ ب"وا"
أجبنا فحبّاتُ الرّمالِ عساكرُ
ونضربُ باسمِ الله ضربةَ صادقٍ
فتُهدمُ أسوارٌ ويُهزمُ (داهرُ)
وهانت نفوسٌ كي تعيشَ عقيدةٌ
يطيبُ بها المحيا وتحيا الضّمائرُ
فكم من جراحٍ أُبرِمتْ في سبيلها
و كم في سبيلِ اللّه شُقّتْ مرائرُ؟
وليس كثيراً أن تسيلَ دماؤنا
و تسلمَ من بعد الدّماءِ الشّعائرُ
وذلك من تقوى القلوب فكم رَبَتْ
بها نِعمٌ فينا وطابتْ عناصرُ؟
إذا كان رأسُ المالِ ذُلاً مقدّراً
فصاحبُ رأس المال يا ناسُ خاسِرُ
ولا ترفعُ البنيانَ للفَوقِ ساعدٌ
و صاحبُها بالمكرماتِ يُتاجرُ
فوالله لم توهَبْ حياةٌ لطالبٍ
إذا الموتُ لمْ يُطلَبْ وتبقَ المآثرُ
ولن يكتبَ التّاريخَ قلبُ نعامةٍ
و يكتبُهُ قلبٌ بتقواهُ عامرُ
فتسقطُ أحلافٌ كتبنا بنودَها
و يفلحُ قلبٌ في دُجى اللّيلِ ذاكرُ
فلا خيرَ في الدّنيا إذا لم يكنْ لنا ال
قيادُ ولم ترجعْ إلينا المصائرُ
لَئنْ عدلتْ عن دربنا العدلِ أنفسٌ
و زاغت عن الهديِ القويم البصائرُ
ورُدَّتْ على أعقابها الخيلُ والقنا
فوجهُ ( أبي بكرٍ ) إلى الله ناظرُ
إلى الله حيثُ الأمنُ والحُبُّ والرّضا
و حيثُ الأماني والعطاءُ المباشِرُ
هناكَ وحسبي كلُّ داعٍ لهُ يدٌ
و مِن قبلِ أن تُرجى يداهُ تُبادرُ
لعلَّ شعاعاً أنْ يُضيءَ قلوبَنا
و يفجَؤنا من جانبِ الطُّورِ زائرُ


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا:




أنتَ الكتابُ وكُلُّنا قُرّاءُ
( 1k | 5 | 2 )
أمٌّ بقلبِ نبي
( 378 | 5 | 0 )
الجوديّ
( 347 | 0 | 0 )
سميتُك الشّعرَ الحنيف
( 339 | 0 | 0 )
الصّنَم
( 314 | 0 | 0 )
سكَّرٌ مِنَ الحِجَاز
( 309 | 5 | 0 )
الغار
( 275 | 0 | 0 )
فصلٌ من سيرةٍ ذاتيَّة
( 248 | 0 | 0 )
عِمتُم جلالاً أيها الشّهداءُ
( 241 | 0 | 0 )
المنفى
( 236 | 0 | 0 )
أحبُّكَ
( 236 | 0 | 0 )
‏قابَ شمسَين
( 231 | 0 | 0 )
قلبي دمشقيٌّ
( 228 | 0 | 0 )
والتين والزيتون
( 227 | 5 | 2 )
من رسالةٍ إلى أبي بكرٍ الصديق
( 220 | 0 | 0 )
لا تصالح
( 218 | 4 | 0 )
رسالةٌ إلى قيادات الثّورة في سوريا
( 214 | 0 | 0 )
يا أمّة إقرأ
( 213 | 0 | 0 )
الرِّهان
( 209 | 0 | 0 )
الشّاعر السّاهر
( 209 | 0 | 0 )
من القدس إلى بغداد
( 207 | 0 | 1 )
سيُروى عنك يا بلدي
( 203 | 0 | 0 )
بين الجُبِّ و ما يخفى
( 202 | 0 | 0 )
هو البيتُ العتيق
( 201 | 0 | 0 )
يا مكَّةَ العشّاق
( 201 | 0 | 0 )
و أمّا بعدُ
( 200 | 0 | 0 )
قال ليَ اليزيد
( 199 | 5 | 0 )
أمُّ القصائد
( 195 | 0 | 0 )
بينَ الكافِ والنونِ
( 193 | 0 | 0 )
في هجير النّفس
( 192 | 0 | 0 )
بَيني وبينَكَ
( 191 | 0 | 0 )
أَحَدٌ أحَد
( 189 | 0 | 0 )
للقدس
( 188 | 0 | 0 )
يا قبلة الشهداء
( 187 | 0 | 0 )
يا قادسية أشواقي
( 185 | 0 | 0 )
لا تصنّفني
( 184 | 0 | 0 )
إنّي رأيتُ اليأسَ كُفرا
( 181 | 0 | 0 )
‏أضأتَ لهم
( 178 | 0 | 0 )
يا شاعرَ العشق
( 178 | 0 | 0 )
الصّولَجان
( 176 | 0 | 0 )
في رثاء شيرين أبو عاقلة
( 172 | 0 | 0 )