بين الجُبِّ و ما يخفى - أنس الدغيم | القصيدة.كوم

شاعر وكاتب وناشِط سوري مقيم في تركيا (1979)


124 | 0 | 0 | 0



لقد مرّوا وطيفُكَ لا يمرُّ
و هم مكروا وعند اللهِ مكرُ
وعادوا بالقليلِ فلستَ فيهم
بغيركَ كلُّهم يا أنتَ صفرُ
ومازلتَ انتباهاً من ضياءٍ
فكيف يضمُّ هذا النّورَ بئرُ؟
وأشهدُ أنّ غيبتَكَ احتضارٌ
لنا وحضورَهم ما فيهِ خيرُ
ولم يظلمكَ هذا الظّلمَ جُبٌّ
و لكن سوّلتْ نفسٌ فصبرُ
أمرُّ إليك منّي كي أراني
فأنت أنا ودونَ أناكَ كُثرُ
وأنت أبي أقاتلُ عنهُ حتّى
يُضرّجَ بالنّدى سيفٌ وشِعرُ
وأنت الصّبحُ يعلنُ ما لديهِ
فيورقُ في سِلالِ الضّوءِ عُمرُ
وأعلمُ أنّ سنبلةً ستبكي
طويلاً حينما يُغتالُ فِكرُ
وأنّ يمامةً ستموتُ حزناً
إذا الفسطاطُ هُدَّ وقيلَ ( عمرو )
لقد حبسوا مداكَ فكنتَ بُعداً
و بينك والمدى نسبٌ وصِهرُ
وهم طرحوكَ أرضاً كي يظلّوا
و يخلوَ وجهُ سيّدهم وصدرُ
فغِمتَ فصرتَ سقفاً من غمامٍ
و أبرقكَ الحصارُ فكانَ قطرُ
ليذهبَ ألفُ كرسيٍّ جُفاءً
و يمكثُ في قرارِ الجوِّ نسرُ
فإنّكَ فوق ما شاؤوا خضمٌّ
و هم في موجةِ الطّوفانِ نَزْرُ
وإنك كلّما قالوا قديمٌ
تحدّاهم هواكَ وقال: بِكرُ
فكم صُنعتْ وجوهٌ من ضبابٍ؟!
و وجهكَ أبيضُ القسماتِ بدرُ
وكم نامتْ عيونٌ كان أحرى
بها أن لا تنامَ وقامَ غِرُّ؟!
ليصنعَ مجدَهُ من غيرِ مجدٍ
و يُبنى من عظامِ الشّعبِ قصرُ
وباسمِ الشّعبِ كم مُدَّتْ إلينا
أكفٌّ من دماء الشّعبِ حُمرُ؟!ُ
وأقسمُ أنّه ما كان ذئبٌ
و لكنْ كان قبلَ الذّئبِ أمرُ
وإنّ دماً أرادوا منه شيئاً
دمٌ كَذِبٌ وظلمٌ مستمرُّ
وهم جرحوا قميصَكَ ألفَ جرح
بمُديتهم ولكنْ سال عِطرُ
ليعلنَ دولةً من ياسمينٍ
لها في معجمِ التاريخِ نهرُ
فيا وطناً نحاصرُه ويبقى
و تضطربُ الحدودُ ويستقرُّ
ويا مطراً من الشّعرِ المقفّى
عليهِ توحّدا شعرٌ ونثرُ
وأنت أردتَ عِليّينَ بيتاً
و من طلبَ العلا لم يُغلِ مَهرُ
لقد حوصِرتَ من شرقٍ وغربٍ
فأشرقَ في جهاتِ النّفسِ فجرُ
لأنّكَ أمّةٌ دينٌ ودنيا
سقاها من سبيلِ الغيبِ ذِكرُ
وأنت اخترتَ أن تحيا كريماً
و تعرفُ أنّ دربَ المجدِ وَعْرُ
هي الأمجادُ يكتبُها رجالٌ
و إنّك في كتابِ المجدِ سِفرُ
نعيشُ وفي ضمائرنا سجونٌ
و وحدَك في ضميرِ الجُبِّ حرُّ
وليس الحرُّ من يمشي طليقاً
و قُضبانٌ بداخلِهِ وقبرُ
فيا عرباً سقاهم ماءُ بدرٍ
و يا عرباً بهم تُغتالُ بدرُ
ونسقط من حساب الضّوءِ عمداً
و أوّلُ أمرنا فتحٌ ونصرُ
وكم من أجلِ أن نحيا بذلنا
و خُضِّبَ في سبيل اللهِ نحرُ؟!
وليس العيبُ في مهرٍ أصيلٍ
و لكن ربُّ هذا المهرِ غَمرُ
لماذا واحدٌ يعطي ألوفاً
من اللّاشيء والعشرونَ صِفرُ؟!!!
ويجتمعون كي نبقى بلاداً
و تُعقدُ قمّةٌ ليضيعَ قُطرُ
ومُزجاةٌ بضاعتُهم ورُدّتْ
بأيديهم ومسَّ الأهلَ ضُرُّ
وإنّ لهم أباً عِِلْجاً كبيراً
لهُ في بيتِ أبيضهم مقرُّ
ألا يا أيّها الصّدّيقُ إنّا
مُنعنا كيلَنا والنّفطُ بحرُ
ونقتسمُ المذابحَ كلَّ عامٍ
تُراقُ مدينةٌ ويُهدُّ ثَغرُ
وهم حصدوا سنابلَنا فعُدنا
بلا حَبٍّ فلا غَوثٌ وعَصرُ
وكم مرّتْ بنا سبعٌ عِجافٌ؟
أتتْ من بعدها سبعٌ أمرُّ
ونأكلُ خبزَنا لنُباعَ نفطاً
و تأكلُ من رؤوسِ القومِ طيرُ
فياشيخي عرفتَ الدّربَ فالزمْ
فأنتَ لها يدٌ طولى وأزْرُ
لقد أخفيتُ حبّي عن كثيرٍ
و لن يخفى عليكَ اليومَ سِرُّ
سأعلنُ في ضميرِ الكون حُبّي
لقد أحببتُ ( غزّةَ ) .... لا مفرُّ
وياشيخي سنأتي ذاتَ صُبحٍ
فقُلْ لي سوفَ إنّ البعدَ مُرُّ
وبعد بياضها ستعودُ عينٌ
إذا فصلَ النّدى أو جاءَ نَشرُ
ونختصرُ الطّريقَ كلمحِ جرحٍ
و يُصنعُ من دم الشّهداءِ جسرُ
وإنْ هم أغلقوا ( رفحاً ) علينا
فنحو اللهِ للآتي ممرُّ
سيُفتحُ معبرٌ في كلِّ أرضٍ
و سوفَ يُقالُ: كلُّ الأرضِ ( مِصرُ )

((( بين الجُبِّ ........ و ما يخفى ))) إلى الأخ القائد : إسماعيل هنيّة ( أبو العبد ) حفظهُ الله


الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)




أنتَ الكتابُ وكُلُّنا قُرّاءُ
( 683 | 0 | 0 )
سميتُك الشّعرَ الحنيف
( 246 | 0 | 0 )
الجوديّ
( 236 | 0 | 0 )
الصّنَم
( 210 | 0 | 0 )
سكَّرٌ مِنَ الحِجَاز
( 200 | 5 | 0 )
الغار
( 195 | 0 | 0 )
أمٌّ بقلبِ نبي
( 195 | 5 | 0 )
فصلٌ من سيرةٍ ذاتيَّة
( 157 | 0 | 0 )
أحبُّكَ
( 154 | 0 | 0 )
‏قابَ شمسَين
( 150 | 0 | 0 )
قلبي دمشقيٌّ
( 149 | 0 | 0 )
والتين والزيتون
( 139 | 5 | 2 )
عِمتُم جلالاً أيها الشّهداءُ
( 137 | 0 | 0 )
رسالةٌ إلى قيادات الثّورة في سوريا
( 136 | 0 | 0 )
الشّاعر السّاهر
( 134 | 0 | 0 )
المنفى
( 130 | 0 | 0 )
من القدس إلى بغداد
( 128 | 0 | 0 )
لا تصالح
( 127 | 4 | 0 )
هو البيتُ العتيق
( 126 | 0 | 0 )
يا مكَّةَ العشّاق
( 124 | 0 | 0 )
و أمّا بعدُ
( 123 | 0 | 0 )
من رسالةٍ إلى أبي بكرٍ الصديق
( 120 | 0 | 0 )
في هجير النّفس
( 120 | 0 | 0 )
يا أمّة إقرأ
( 117 | 0 | 0 )
أَحَدٌ أحَد
( 115 | 0 | 0 )
أمُّ القصائد
( 114 | 0 | 0 )
الصّولَجان
( 113 | 0 | 0 )
لا تصنّفني
( 113 | 0 | 0 )
للقدس
( 112 | 0 | 0 )
يا قادسية أشواقي
( 110 | 0 | 0 )
يا شاعرَ العشق
( 110 | 0 | 0 )
سيُروى عنك يا بلدي
( 109 | 0 | 0 )
إنّي رأيتُ اليأسَ كُفرا
( 107 | 0 | 0 )
الرِّهان
( 106 | 0 | 0 )
قال ليَ اليزيد
( 105 | 5 | 0 )
في رثاء شيرين أبو عاقلة
( 104 | 0 | 0 )
بينَ الكافِ والنونِ
( 104 | 0 | 0 )
أنس نامة
( 104 | 0 | 0 )
يا قبلة الشهداء
( 103 | 0 | 0 )
‏أضأتَ لهم
( 101 | 0 | 0 )
بَيني وبينَكَ
( 99 | 0 | 0 )