يا أمّة إقرأ - أنس الدغيم | القصيدة.كوم

شاعر وكاتب وناشِط سوري مقيم في تركيا (1979)


213 | 0 | 0 | 0



يا ورد البستان الأخضرْ
يا عبق الإيمان الأذفرْ
جاءتْكِ خيولُ بني الأصفرْ
يا أمّة اِقرأ .........
جاؤوكِ جاؤوكِ ليمحوا ما فيكِ
ليذيبوا عطرَ نواديكِ
ليدسّوا حقدَ جوارحهمْ ....
سُمّاً في ماءِ سواقيكِ
وليملأَ أرضَ ضواحيكِ ...
آلامٌ .... و دمٌ ........ و قبورْ
جاؤوكِ ... ففيكِ حكاياتٌ
ورؤىً من نورْ
والحبُّ كبيرٌ ممتدٌّ يمحو الدّيجورْ
ولأنّكِ أكبرُ بكثيرٍ
من كلِّ جهاتِ الأرضِ
من كلِّ جهاتِ الشّرِّ ...
ولكم قد شربتْ من زمزمَ حقبٌ ودهورْ
جاؤوكِ ... لأنّ النّخلَ طويلٌ ....فيكِ
طويلْ و لأنّ ترابَكِ مصنوعٌ من
شيءٍ آخَرْ و على خدّيْكِ ....
يفورُ فراتُ مغانينا .....
ويفيضُ النّيلْ
جاؤوكِ ... لأنّكِ جنّاتٌ
صارتْ من رملِ الصّحراءْ
ولأنّ سماءكِ ملأى ......
ملأى بالمعراجْ
ولأنّ الأرضَ تفيضُ بآياتِ الإسراءْ
وصنعتِ العالمَ من "اِقرأ ْ "
ولأنّكِ حرّرتِ الدّنيا
ومحوتِ أساطيرَ السّفهاءْ
جاؤوكِ ...... ففيكِ القرآنُ
ونهارُكِ لا يشرقُ إلا.....
من غارِ حراءْ
ولأنّ اللّيلَ إذا نامْ
نامَ على أنغامِ قُباءْ
ولأنّ الصّبحَ إذا أسفرْ
فلأنّ " بلالاً " قدْ كبّرْ
واللّيل تأهّبَ منتشياً بصلاةِ الفجرْ
جاؤوكِ ...لأنّا أدركنا أطرافَ النّصرْ
ولأنّ رياضَكِ يسقيها ....
بئرٌ من " بدرْ "
ولأنّا جئنا من " أُحُدٍ " بفنونِ
الصّبرْ و لأنّ " الخندقَ " في
دمنا ... تجري و تمرّْ
وأذانُ "بلالٍ " يتلوّى .....
في دوحِ العمرْ
ومحونا فرعونَ الأمّةْ
وعلى أسيافِ كرامتنا ....
قد سقطَ الكفرْ
ولأنّ عقيدتَنا ولدتْ ......
في حِلَق الذّكرْ
جاؤوكِ ... لأنّا ما طفنا حولَ القُلّيسْ
وعصينا أبرهةَ الحبشيّْ و رفعنا
الرّأسْ و هجرنا أرضَ الظلماتْ و
ملأنا الدّنيا ....بالخيراتِ و بالآياتْ و
نسفنا هُبَلَ الكفّارِ ....
وهدمنا العُزّى و اللّاتْ
جاؤوكِ ...لأنّكِ كالأنواءْ
خيرٌ و عطاءْ
ولأنّكِ ألغيتِ الظّلمَ
ومسحتِ دموعَ الفقراءْ
جاؤوكِ .... لأنّكِ لم تبقي للظّلمِ يداً و
قصصتِ جناحيْ نمرودٍ و حذفتِ ثمودَ
وما صنعوا .....
وحكايةَ عادْ
وطويتِ الدّنيا قاطبةً ....
ولغاتِ الأرضِ .... و ما كتبوا
في حرفِ الضّادْ
يا أمّة اِقرأ ْ:
من شاءَ بنا شرّاً .... فعلى
عتباتِ قُواهُ يدورُ الشّرّْ
فجنودُ أبي بكرٍ نحنُ .....
وسيوفُ عمرْ
لو جاؤوا ... خيلاً و جيوشاً
لو جاؤوا .... ناراً و عروشاً
فسنخرجُ من تحتِ الرّملِ
وسنأتي ...... كأَتِيّ السّيلِ
ونقومُ ... كقيامِ السّاعة
والسّاعةُ أدهى و أمرّْ
والسّاعةُ أدهى و أمرّْ
والسّاعةُ أدهى و أمرّْ
يا أمّة اِقرأْ:
من غيرُكِ كان لهُ سيفٌ ....
في هذي الأرضِ و لمْ يصدأ ْ
من غيركِ صلّى و توضّأ ْ
من غيركِ لوّن وجهَ الأرضِ بلونِ
الوردْ
وملأتِ الدّنيا بالحبِّ ....
فطعمُ الرّملِ كطعمِ الشّهدْ
يا أمّة اِقرأ ْ: ما كنتِ سوى طينٍ و خيامٍ و غبارْ
ودماءٍ ... تجري من مُضرٍ
وجروحٍ في جسمِ نزارْ
يا أمّة اقرأ ْ:
من غيركِ سوّى الأرضَ سماءْ
وربوعُكِ ما كانتْ إلا ....
خيلاً ...... و دماءْ
وقلوباً يجرحُها الظُّلمُ ....
فتفيضُ دموعاً .... و بكاءْ
وبيادرَ يملؤها الخوفُ ....
حين تمرُّ ....
حوافرُ داحسَ و الغبراءْ
يا أمّة اقرأ:
عودي لزمانٍ .....
علّمنا فيهِ الأكوانْ
صلّينا في تاجِ محلّ
وتلونا في أرضِ بخارى ......
سورَ القرآنْ
وملأنا مسرحَ أندلسٍ
وحياً ..... و أذانْ
وتوالتْ أفواجُ النّاسِ ...
تمشي في درب الإيمانْ
وحولَ الكعبةِ .....
طافَ الرّومُ ..........
وحجَّ البربرُ .... و الأفغانْ
والأبيضُ و الأسودُ طافوا ....
سبعةَ أشواطْ
ورسولُ اللهِ يقولُ لهم:
صلى الله عليه وسلم
(( منّا سلمانْ ))
يا أمّة اقرأ:
من أجلِ عيونِ رسولِ الله
من أجلِ الأقصى و القبّة
من أجلِ رضيعٍ يتلوّى وسطَ النّيرانْ
من أجلِ عجوزٍ .....
قد ضيّعَ في الظّلمةِ دربَهْ
من أجلِ مآذنَ .....
يطمرها رملٌ و دخانْ
من أجلِ دموعِ اللّيمونِ ...
ووفاءً لصلاحِ الدّينِ ....
ورقاعٍ في ثوبِ عمرْ
من أجلِ صغارٍ قد جاعوا ....
من أجلِ شيوخٍ قد ضاعوا ....
وخيامٍ يلهبُها الحرّْ
عودي ..... لمعينِ أبي بكرٍ
وفيوضِ عُمَرْ
وخذي من سعدٍ عُدّتَهُ
والسّيفَ المُرهفَ من حيدرْ
عودي يا أمّة من ملؤوا الدّنيا بالحبّْ
عودي يا لحنَ اليرموك ....
يا قافيةً من ذي قارْ
يا قصّة خيبرْ
عودي يا شامَ بني مروانْ
عودي يا مكّةَ من صبروا
عودي يا أرضَ الأنصارْ
عودي ... كي تورقَ أشجارٌ ....
كي تجري فيكِ الأنهارْ
وليغسلَ أثرَ اللّيلِ الفاجرِ ....
ضوءُ نهارْ
يا أمّة اقرأ ْ:
جئنا غرباءَ إلى الدّنيا .....
وسنرجعُ يوماً غرباءْ
يا أمّة اقرأ ْ:
طوبى طوبى للغرباءْ
طوبى طوبى للغرباءْ


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا:




أنتَ الكتابُ وكُلُّنا قُرّاءُ
( 1k | 5 | 2 )
أمٌّ بقلبِ نبي
( 378 | 5 | 0 )
الجوديّ
( 347 | 0 | 0 )
سميتُك الشّعرَ الحنيف
( 339 | 0 | 0 )
الصّنَم
( 313 | 0 | 0 )
سكَّرٌ مِنَ الحِجَاز
( 309 | 5 | 0 )
الغار
( 275 | 0 | 0 )
فصلٌ من سيرةٍ ذاتيَّة
( 248 | 0 | 0 )
عِمتُم جلالاً أيها الشّهداءُ
( 241 | 0 | 0 )
المنفى
( 236 | 0 | 0 )
أحبُّكَ
( 236 | 0 | 0 )
‏قابَ شمسَين
( 231 | 0 | 0 )
قلبي دمشقيٌّ
( 228 | 0 | 0 )
والتين والزيتون
( 227 | 5 | 2 )
من رسالةٍ إلى أبي بكرٍ الصديق
( 220 | 0 | 0 )
لا تصالح
( 218 | 4 | 0 )
رسالةٌ إلى قيادات الثّورة في سوريا
( 214 | 0 | 0 )
الرِّهان
( 209 | 0 | 0 )
الشّاعر السّاهر
( 209 | 0 | 0 )
من القدس إلى بغداد
( 207 | 0 | 1 )
سيُروى عنك يا بلدي
( 203 | 0 | 0 )
بين الجُبِّ و ما يخفى
( 202 | 0 | 0 )
يا مكَّةَ العشّاق
( 201 | 0 | 0 )
هو البيتُ العتيق
( 200 | 0 | 0 )
و أمّا بعدُ
( 199 | 0 | 0 )
قال ليَ اليزيد
( 199 | 5 | 0 )
أمُّ القصائد
( 195 | 0 | 0 )
بينَ الكافِ والنونِ
( 193 | 0 | 0 )
في هجير النّفس
( 192 | 0 | 0 )
بَيني وبينَكَ
( 191 | 0 | 0 )
أنس نامة
( 188 | 0 | 0 )
أَحَدٌ أحَد
( 188 | 0 | 0 )
للقدس
( 188 | 0 | 0 )
يا قبلة الشهداء
( 187 | 0 | 0 )
يا قادسية أشواقي
( 185 | 0 | 0 )
لا تصنّفني
( 184 | 0 | 0 )
إنّي رأيتُ اليأسَ كُفرا
( 181 | 0 | 0 )
يا شاعرَ العشق
( 178 | 0 | 0 )
‏أضأتَ لهم
( 177 | 0 | 0 )
الصّولَجان
( 176 | 0 | 0 )
في رثاء شيرين أبو عاقلة
( 172 | 0 | 0 )