أمُّ القصائد - أنس الدغيم | القصيدة.كوم

شاعر وكاتب وناشِط سوري مقيم في تركيا (1979)


196 | 0 | 0 | 0



يا من له الحسناتُ والأسماءُ
مِنْ عنده الأرزاقُ والآلاءُ
يا من يلوذ البائسون به ومن
يبكي على أبوابه الضعفاءُ
يا من تذلُّ له الملوك وتنحني
في بابه النبلاءُ والأمراءُ
يا من يدين الحاكمون لحكمه
و تموج في أعتابه الزعماءُ
يا من له التيجانُ ذلّتْ وانحنى
أبداً أمام كماله الكبراءُ
يا من له في كلّ شيئٍ آيةٌ
صعقتْ أمام جلالها العلماءُ
يا من أتته الأرض طوعاً والسما
والكلّ في ملكوته دهماءُ
يا من تخرّ له الجبال مهابةً
و تميد من سلطانه الغبراءُ
يا من إذا ما قال كنْ كان الذي
يبغي وحاشا أن يُردَّ قضاءُ
يا من على عرش البقاء قد استوى
فرداً وليس لذاته شركاءُ
باقٍ ولا تفنى وكلٌ ميتٌ
حاشا لغيرك يا عظيم بقاءُ
الكونُ قبضة راحتيكَ وإنما
هذا الوجودُ بما عليه هباءُ
لو ساوت الدنيا جناحَ بعوضةٍ
ما بلّ جوفَ الكافرين الماءُ
يا خالقَ الأكوان يا من ليس لي
إلاكَ إن عصفت بي الأرزاءُ
يا عالماً بالسرّ والإعلان في
كلّ الشؤون وما عليك خفاءُ
يا من رزقت الكائنات بأسرها
و تهافتت من كفّكَ النّعماءُ
يا من بحمدكَ سبّح النجم الذي
زانَ السّما والطير والحصباءُ
أنت الغنيُّ المستعانُ وإنّه
من فيض جودك يستقي الفقراءُ
يا ربّ إنْ آخذتنا بفعالنا
فوقود نارك هذه الأشلاءُ
حرّم على النار الجلودَ فإنّه
قد أشفقتْ من حرّها الرمضاءُ
من للضعيف إذا أتاكَ مطأطئاً
خجلاً وأثقل عا تقيه حياءُ
إلاكَ يا اللهُ يا من يرتجي
دوماً رضاكَ الرقّ والرؤساءُ
يا ربّ قد قصد الغزاةُ ديارنا
و تجمهرتْ من حولنا الأعداءُ
يا ربّ جاؤونا وأنت نصيرنا
فوق البسيطة ما لنا نصراءُ
كي يحرقوا عرشَ النبوة قد أتوا
و محلّ عرش "محمدَ " الجوزاءُ
يبغون دينَك أن يزولَ وتمّحي
أنواره فتضمّنا الظلماءُ
(الدينُ أفيون الشعوب وداؤها)
نادى بها " ماركسُ " والسّفهاءُ
قد عاد فينا سور خيبرَ ضارباً
أطنابَه وبنو قريظةَ جاؤوا
ظنّوا بأنّ الدين فينا رقصةٌ
شعبيّةُ أو ليلةٌ حمراءُ
ظنّوا الحياةَ مطيةً لمرادهم
و الدهرَ يمشي كيفما هم شاؤوا
ونسوا بأنّ لنا حمىً من يدنُ من
أطرافه ستلوكه الأدواءُ
من هديِ أحمدَ للقلوب دمٌ ومن
طيف الرسالة للعيون ضياءُ
فينا السماحةُ والعدالة منهجٌ
فإذا غضبنا خرّت الأجواءُ
منّا تفجرتِ العيونُ صفيّةً
تسقي البلادَ فيرتوي البؤساءُ
لا عبدَ أو سلطانَ في إسلامنا
فالكلّ في شرع الإله سواءُ
إسلامنا حبٌّ وإخلاصٌ فلا
ظلمٌ ولا كبرٌ ولا استعلاءُ
نحن الأباةُ وديننا باقٍ فلا
خوفٌ ولا ذلٌ ولا استخذاءُ
كنّا وما زلنا جنودَ محمدٍ
أرواحنا هبةٌ له وفداءُ
لمّا مشينا خلفه لانتْ لنا
شمُّ الجبال ودانت الأرجاءُ
وتزلزلت مِن تحت أقدام الألى
حملوا اللواءَ البيدُ والصحراءُ
إنّ العظائمَ في ربانا مهدها
و كذا المكارم والورى شهداءُ
للحقّ نحن الملعبُ الرحبُ الذي
وسع الورى والرملة الوعثاءُ
إنْ شئتَ سلْ يومَ الفتوح بمكّةٍ
جئنا ونحن من البغاء براءُ
جئنا الذين تقاسموا أموالَنا
قلنا وتشهد قولتي الصحراءْ
ما ظنكم أنّا سنفعل ويحكم
فرجوا وقالوا أنتم الكرماءُ
لكنّما هي رحمةٌ نبويّةٌ
قلنا اذهبوا ولأنتم الطلقاءُ
وما ذهبٌ على وجه الثرى
إلا وغاب بريقُه الوضّاءُ ذهبوا
كم قتّلوا كم أجرموا كم شردوا
كم ذبحوا فوق الثرى وأساؤوا
سلْ عنهم الأقصى وكم سفكت على
أحجاره في النائبات دماءُ
كم يُتّمت في القدس أطفالٌ وكم
سبيت وماتت في الخليل نساءُ
سنجيءُ يا أقصى وكلّ مجاهدٍ
من جند أحمد جبهةٌ ولواءُ
سنجيءُ يا أقصى وفي أرواحنا
شوقٌ ويغلي في القلوب إباءُ
سنجيءُ يا أقصى إليك وكلّنا
كبشُ الفداءِ إذا أحمّ لقاءُ
نأتي بإذن الله يا أقصى ومن
زيت الجماجم توقَدُ الأضواءُ
يا من إليه الكلّ يرجع في غدٍ
وبذاته يتوسّلُ العظماءُ
ربّي إذا حان المعادُ وزلزلتْ
ساحَ الوجود الصّيحةُ العصماءُ
والأرضُ مادتْ والسماءُ تفتّحتْ
أبوابُها واشتدتِ الدّوكاءُ
والناسُ قد حشروا إليكَ بأسرهم
و تقابل الأمواتُ والأحياءُ
حُشروا عراةً مثلما ولدتهمُ
بالأمس في دار الفناء إماءُ
والمرءُ أدبر عن أخيه وزوجه
وتنافر الآباء والأبناءُ
ربّي إذا وُضع الكتابُ وجيءَ بال
رسل الكرام وأُحضرَ الشهداءُ
ربي إذا الميزانُ عُدّ وجيءَ بي
كي تشهدَ الأجزاءُ والأعضاءُ
وكذاكَ بُرّزتِ الجحيمُ لمن يرى
وتقاذفتْ نيرانها السوداءُ
فاجعلْ نعيمَك يا إلهي منزلي
فأنا ضعيفٌ والجحيمُ شقاءُ
أمَّ القصائد قد كتبتُ عسى بها
يمحى عقابٌ أو يُماطَ بلاءُ
ربّي أجبْ هذا الدّعا كرماً فما
في غير حيّك يستجابُ دعاءُ


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا:




أنتَ الكتابُ وكُلُّنا قُرّاءُ
( 1k | 5 | 2 )
أمٌّ بقلبِ نبي
( 379 | 5 | 0 )
الجوديّ
( 347 | 0 | 0 )
سميتُك الشّعرَ الحنيف
( 339 | 0 | 0 )
الصّنَم
( 314 | 0 | 0 )
سكَّرٌ مِنَ الحِجَاز
( 309 | 5 | 0 )
الغار
( 275 | 0 | 0 )
فصلٌ من سيرةٍ ذاتيَّة
( 248 | 0 | 0 )
عِمتُم جلالاً أيها الشّهداءُ
( 241 | 0 | 0 )
المنفى
( 236 | 0 | 0 )
أحبُّكَ
( 236 | 0 | 0 )
‏قابَ شمسَين
( 232 | 0 | 0 )
قلبي دمشقيٌّ
( 228 | 0 | 0 )
والتين والزيتون
( 227 | 5 | 2 )
من رسالةٍ إلى أبي بكرٍ الصديق
( 220 | 0 | 0 )
لا تصالح
( 218 | 4 | 0 )
رسالةٌ إلى قيادات الثّورة في سوريا
( 214 | 0 | 0 )
يا أمّة إقرأ
( 213 | 0 | 0 )
الرِّهان
( 209 | 0 | 0 )
الشّاعر السّاهر
( 209 | 0 | 0 )
من القدس إلى بغداد
( 208 | 0 | 1 )
سيُروى عنك يا بلدي
( 203 | 0 | 0 )
بين الجُبِّ و ما يخفى
( 202 | 0 | 0 )
هو البيتُ العتيق
( 201 | 0 | 0 )
و أمّا بعدُ
( 201 | 0 | 0 )
يا مكَّةَ العشّاق
( 201 | 0 | 0 )
قال ليَ اليزيد
( 199 | 5 | 0 )
بينَ الكافِ والنونِ
( 193 | 0 | 0 )
في هجير النّفس
( 192 | 0 | 0 )
بَيني وبينَكَ
( 191 | 0 | 0 )
أنس نامة
( 189 | 0 | 0 )
أَحَدٌ أحَد
( 189 | 0 | 0 )
للقدس
( 188 | 0 | 0 )
يا قبلة الشهداء
( 187 | 0 | 0 )
يا قادسية أشواقي
( 185 | 0 | 0 )
لا تصنّفني
( 184 | 0 | 0 )
إنّي رأيتُ اليأسَ كُفرا
( 181 | 0 | 0 )
‏أضأتَ لهم
( 178 | 0 | 0 )
يا شاعرَ العشق
( 178 | 0 | 0 )
الصّولَجان
( 176 | 0 | 0 )
في رثاء شيرين أبو عاقلة
( 172 | 0 | 0 )