و أمّا بعدُ - أنس الدغيم | القصيدة.كوم

شاعر وكاتب وناشِط سوري مقيم في تركيا (1979)


201 | 0 | 0 | 0



وأمّا بعدُ إنْ يكُ بعدُ بعدُ
فقلبي أمّةٌ وهواكِ فردُ
وأختصرُ المسافةَ بين قلبي
و مجلى لاحظيكِ فأستبدُّ
بكلِّ الشّعر أجعلُهُ كضوءٍ
يغيبُ وأنتِ قبلتُهُ فيبدو
وأحتملُ الهوى جرحاً عميقاً
على شفتيهِ أشعارٌ وشهدُ
وأعلنُ أنّني بحرُ انتماءٍ
فيبحرُ فيَّ قحطانٌ وأزدُ
كذلك كنتُ حين قريشُ كانتْ
و كان لنا خيامٌ كان مجدُ
فيغضبُ حينَ أغضبُ هاشميٌّ
و ينجدني إذا ناديتُ "معدُ"
وحين تصيحُ وانجداهُ شامٌ
تلبّيها بيا لبّيك " نجدُ "
فكيف اليوم يضربني عدوّي
و أنتَ أخي تراهُ ولا تصدُّ؟!
وكيف تكون يا ملكاً طليقاً
و تاجُكَ ساقطٌ والقلبُ عبدُ
وكيف يكون معتصماً إذا لمْ
يجبْ هنداً وقيدَ الأسرِ "هندُ"
فياعشرينَ عرشاً من حرامٍ
تُداسُ فلا تصدُّ ولا تردُّ
نيامٌ حينَ يُدعى للمعالي
قيامٌ إنْ دعا كأسٌ ونهدُ
وجوهٌ لم يزرْها المجدُ يوماً
و ليسَ لعهرها الرّسميِّ حدُّ
فلا سمعاً ولا طوعاً لعرشٍ
إذا من كان فوق العرشِ وغدُ
***
فيا روحَ الغمام وأنتِ أدرى
بما عندي وليس لديّ وردُ
وأعلمُ أنّني والصّبحُ مثنى
فيجمعنا على خدّيكِ وعدُ
وخيلُ الله تجري في دمائي
و تعدو مثلما ذكراكِ تعدو
ومهما امتدّ بي تاريخُ حبّي
فإنّكِ "غزّةٌ " قبلي وبعدُ
***
تعاليْ كالغمام فلا ربيعٌ
بغيرِ شؤونِ غيثكِ يستجدُّ
شتاءُ الخزي يقتلنا مراراً
و تنحرنا من الطّاغوتِ زندُ
فمهما شاء غِرٌّ أن تكوني
فكوني مثلما جرحي يودُّ
عواصفَ حين لا تبقى دماءٌ
تثورُ لها يثورُ اللازَوردُ
وقولي للعروشِ الصُّمِّ بيني
و بين مصارعِ العشّاقِ عهدُ
وأنّ كتائبَ القسّامِ حقٌّ
على أرضي قضاءٌ لا يُردُّ
***
ننام على الجراح نجوعُ نعرى
و لا يغتالُ صبري مستبدُّ
وما أخذوهُ من لحمي وعظمي
بغير دمي أنا لا يُستردُّ
فما التّنديدُ يُرجعُ لي تراباً
و لكن يرجعُ الأوطانَ أُسدُ
إذا قاموا ف"بسم الله " صفاً
و "بسم الله " صولتُها أشدُّ
فما أحلى الخيولَ إذا أُعدّتْ
و ما أحلى الكرامَ إذا أعدّوا
وألويةٌ "صلاحُ الدّينِ " فيها
لها في مستقرّ المجدِ وِردُ
شواهينُ الفضاءُ لها بيوتٌ
على أرياشها برقٌ ورعدُ
نفوسٌ في بيوتِ الله صيغتْ
و ما بنتِ المساجدُ لا يُهدُّ
***
رسمنا بالدّم الغالي دروباً
يفوحُ على الخطى فلٌّ ووَجدُ
فللزّيتون في أرضي سرايا
و للّيمون خارطةٌ ومهدُ
فمهما أوقدوا ناراً لحربٍ
سيطفؤها من الرّحمنِ بردُ
ومهما أزبدوا ناراً وقتلاً
و مهما أغلقوا رفحاً وسدّوا
معابرَ لن يردّوا وهجَ أرضي
و لا عُمقي ففي الأعماقِ طَودُ
وإن هم أحرقوا شيخاً كبيراً
ففي أحفاده "عمرو" و" سعدُ "
يموت المستحيلُ على خطاهم
و ليس بغيرهم ينفكُّ قيدُ
أليسَ غداً لناظرهِ قريبٌ؟
غداً سيمرُّ نحوَ القدسِ جندُ


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا:




أنتَ الكتابُ وكُلُّنا قُرّاءُ
( 1k | 5 | 2 )
أمٌّ بقلبِ نبي
( 379 | 5 | 0 )
الجوديّ
( 347 | 0 | 0 )
سميتُك الشّعرَ الحنيف
( 339 | 0 | 0 )
الصّنَم
( 314 | 0 | 0 )
سكَّرٌ مِنَ الحِجَاز
( 309 | 5 | 0 )
الغار
( 275 | 0 | 0 )
فصلٌ من سيرةٍ ذاتيَّة
( 248 | 0 | 0 )
عِمتُم جلالاً أيها الشّهداءُ
( 241 | 0 | 0 )
المنفى
( 236 | 0 | 0 )
أحبُّكَ
( 236 | 0 | 0 )
‏قابَ شمسَين
( 232 | 0 | 0 )
قلبي دمشقيٌّ
( 228 | 0 | 0 )
والتين والزيتون
( 227 | 5 | 2 )
من رسالةٍ إلى أبي بكرٍ الصديق
( 220 | 0 | 0 )
لا تصالح
( 218 | 4 | 0 )
رسالةٌ إلى قيادات الثّورة في سوريا
( 214 | 0 | 0 )
يا أمّة إقرأ
( 213 | 0 | 0 )
الرِّهان
( 209 | 0 | 0 )
الشّاعر السّاهر
( 209 | 0 | 0 )
من القدس إلى بغداد
( 207 | 0 | 1 )
سيُروى عنك يا بلدي
( 203 | 0 | 0 )
بين الجُبِّ و ما يخفى
( 202 | 0 | 0 )
هو البيتُ العتيق
( 201 | 0 | 0 )
يا مكَّةَ العشّاق
( 201 | 0 | 0 )
قال ليَ اليزيد
( 199 | 5 | 0 )
أمُّ القصائد
( 195 | 0 | 0 )
بينَ الكافِ والنونِ
( 193 | 0 | 0 )
في هجير النّفس
( 192 | 0 | 0 )
بَيني وبينَكَ
( 191 | 0 | 0 )
أنس نامة
( 189 | 0 | 0 )
أَحَدٌ أحَد
( 189 | 0 | 0 )
للقدس
( 188 | 0 | 0 )
يا قبلة الشهداء
( 187 | 0 | 0 )
يا قادسية أشواقي
( 185 | 0 | 0 )
لا تصنّفني
( 184 | 0 | 0 )
إنّي رأيتُ اليأسَ كُفرا
( 181 | 0 | 0 )
‏أضأتَ لهم
( 178 | 0 | 0 )
يا شاعرَ العشق
( 178 | 0 | 0 )
الصّولَجان
( 176 | 0 | 0 )
في رثاء شيرين أبو عاقلة
( 172 | 0 | 0 )