بيضة مخصبة في مكتبة ت. س. إليوت - طارق صقر | القصيدة.كوم

شاعر مصري (1999-)


157 | 0 | 0 | 0



كان المكانُ ممتلئا برائحة الدخان
ومن جسدينا تفوحُ رائحةُ العرق
وفي فمي حامضيًّا
كطعمِ المعدنِ الصدئ
وحلقي جافٌ كقطعةِ فحم
وعلى الكرسي الوثير
جلس ونظر إليَّ من تحت نظارته
وقال:
" لقد أصبحتُ سمينًا جدًا "
ثم أخذ بيدي إلى أحد الرفوف
وفي يده مصباح
وبيد مرتعشة تناول بيضةً
وُضعتْ بجوار الكتب
وأومأ لي لأنظر في البيضة
فرأيتُ جنينًا أرجوانيا
ينعمُ بالهدوء والسكينة
فأخذ يقلبُ البيضة في يده

ووضع أنفه الطويل عليها، وقال:
" هذا الصغير يعلم أنه في مكتبتي لكنه لا يدركُ أنه متكوِّرٌ في بيضةٍ تافهة "

وعندما جلستُ على الأريكة، قلتُ:
" لماذا أشمُّ رائحةَ جنسٍ قويةً هنا؟ "
قال: " أوَّلَ أمس، كتبتُ قصيدةً على هذه الأريكة "
ثم لفَّ ذراعه الدافئةَ حول رقبتي
وظلَّ ناظرا إلى البيضةِ المخصَّبةِ على الرفّ
وكأنه يشاهد عملا دارميًّا!






الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)