هُزِّي بجذعِ مُناضلٍ - محمود الطويل | القصيدة.كوم

شاعر سوري يعمل في الإعلام (1989-)


306 | 5 | 1 | 2




لا سماءَ الآن تحتكرُ النبوءةَ
لا فضاءَ الآن يحتكرُ الخيالَ
ولا حدودَ تحدُّ أطرافَ الألمْ

يا ليت قلبي..
لم يطأ حصّاده الملعون آخر جذوة نبضَتْ به
يا ليته يدري.. ولمْ!

فلكم زرعتُكِ في فؤادي جذوةً..
ولكم هجرتِ الزرعَ.. كمْ

حتى إذا أضحتْ كسبع سنابلٍ
ونفختُ من روحي بها
وسقيتها حبراً ودمْ

جاء اللعين بمنجلٍ يقضي به شهواته
لا فرق يُذكَرُ عنده إنْ بالَ فيه أو احتلمْ
لا تحسبنّ سنابلي خنعت لمنجلٍ حاصدٍ
تخشى المناجلُ كلَّ سنبلةٍ تُحدِّثُ نفسها
في السر تقسو.. ثم تَنبُتُ نخلةً
وتخطّ قرآن الصمود بدون لوحٍ أو قلمْ

يا نخل قلبي لا تنمْ..
فجّر ثمارك في فؤادي
كيفما شاءَتْ رصاصاً أو حِكَمْ

يا نخل قلبي لا تنمْ..
جذّر جذورك في شراييني
وأطلقني بلا رسنٍ..
وقطّع فيّ أعضاء الندمْ
يا نخل قلبي لا تنمْ..
سمّ الخطيئة باسمها
هدّم معابد ذلّنا ...
فبكل محرابٍ صنم
ما أكفر الدين الذي ينسى الإله إذا حَكمْ

إبقي بقربي..
علّ قلبك يستظل بنخل قلبي
واحلُمي.. فسهول وجهكِ موطني
وجفون عينيكِ العلمْ
وإذا مخاض الغزو جاء بموجعٍ
هزّي بجذع مناضلٍ..
لَعَناتُ آلهة العذاب أمام ما يبغي نِعَمْ

قد جاءكم متمرداً حدًّا..
كآخر معجزات الله قبل ندائه نحو القيامةِ
مثلَ مسمارٍ أخير من مسامير الصليبِ
ومثلَ آخر رعشةٍ شعرت بها امرأةٌ بسن اليأسِ
متكئًا على أوجاعه ويقولُ:
ها قد جئتكم من خلفِ أسوارِ العدمْ
وركبتُ شمساً لا تزورُ مدينتي
خبّأت في ظلٍ بسبعِ مخاوفٍ أَرَقِي
وبعضاً من علوم الغيبِ.. أنبئُكم بها
فلكم نبيّ قد أُضيعَ.. وكم نبيّ قد كَتَمْ

فنبوءتي:
كلُّ الشوارع تستعدُّ إذا رأتْ غضباً خفيًّا في النفوس مسافرًا..
كالياسمين معرّشًا بين الزوايا متعَبًا قلقًا
هنالك لن تَعدّ الغاضبين إذا أتوا
إنّ الشوارع ليس يعنيها رقمْ

ونبوءتي:
قمحٌ عنيدٌ سوف يُحصدُ.. ثم ينمو
ثم يُحصدُ.. ثم يقسو
ثم يُحصدُ.. ثم يَنبُتُ نخلةً
ويعود ينتقم النخيل لقمحهِ
ما جف قمحٌ إنْ له النخل انتقمْ



الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: