الغرباء - محمود الطويل | القصيدة.كوم

شاعر سوري يعمل في الإعلام (1989-)


221 | 5 | 3 | 2




وضوحًا كنتَ والدنيا توارِبْ
تُشَرِّقُ في احتمالات المغاربْ

كأنك أنتَ بحّارٌ وبحرٌ
وأيضًا أنتَ مِجذافٌ وقاربْ

كأنك من يُحارب كل شيء
وتكره كل من يُدعى محاربْ

بلا رحم وُلِدتَ..
بلا بلادٍ..
مشيمتُك المنافي والمطالِبْ

كشحّاذَيْن وجهُكَ..
لست تدري أمن غضب ولدتّ ولست غاضب؟!

أمِنْ نزق الجياع؟
صُراخِ أمٍّ؟
أمن تبغ الهموم وعجز كاتبْ؟

ولم يرضعك ثديٌ بل سجونٌ
تناغيك المصاعب بالمصائب

وكم قبرًا حفرتَ وأنت تحبو
هرمتَ ولم يكن لك نصف شاربْ

رسمتَ خطاك والأيام تمحو
تحاول أن تعود وأنت ذاهبْ..

فتشتبه النهاية ذات بدء
وتختلط الخطى في كل جانبْ

لأنك لم تكن إلاك..
تمشي بلا أرضٍ ولم يجذبْكَ جاذبْ

لأنك لم تكن إلاك..
تبقى على قيد المسافة دون صاحبْ

خزانتهم بلاد وضّبوها..
وأنت توضّب المنفى حقائب

حملتَ صداك كالأنقاضِ..
دمعٌ على العتبات حين يحنّ عاتبْ

فلا هوسٌ بشيء ما خفيٍ
ولا من حضرة الأشياء هاربْ

تجربك الحقيقةُ..
كن نبيًا
فبعض الوحي من ربّ التجاربْ

تجاعيدٌ تلمّ ضياع وجهٍ
ترى الغمازتين لها أقاربْ

ومن عطش ظننتَ الحزن غيمًا
فيمطر حزن من ظُلموا عقاربْ

تغالب جوع جرح زمَّ خوفًا
تقول لك الدماء: (الجرحُ غالِب)

مددتّ يديك خارج كل معنى
لتعبث باحتمالات القوالِب

وترمي النردَ من صفر لصفرٍ
كِلا حظيك في الأرقام سالبْ

لعلك تستريح على صليبٍ
تُسلّم ضحكتيك لكل صالب

فكم رسموا عيونك كي تراهم
وكم رفعوا على عينيك حاجب

ومما روّضوك خلعت ظهرًا
لكيلا تطمئن لأي راكب

لأنك مستفز كالخطايا
كرعشة مذنب في ثغر تائبْ

فلم تعكسكَ مرآة التمنّي
ولا امتلأ الحضور وأنت غائبْ


2017


الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)