خلوة - محمود الطويل | القصيدة.كوم

شاعر سوري يعمل في الإعلام (1989-)


288 | 5 | 2 | 2




كم مرةٍ طرقوا.. فأوصد بابَهُ!
حتى إذا ذهبوا.. بكى أحبابَهُ

سندَ الجدارَ على مواجعِ رأسه
واستلَّ من شَفَةِ الحضورِ غيابَهُ

جعلَ الرحيلَ بكل صبحٍ قهوةً
واختار قمصان الوداع ثيابَه

هي حكمة التجريب قالت:
(ربما زاد احتمالاتُ الفراق عذابَهُ)

هو منطق العطش القديم يقول:
(من أغراهُ ماءٌ لا يملُّ سرابَهُ)

خوفَ التعلّقِ صار ينسى:
وجهَه.. أشعارَه.. طعمَ البلاد.. رُضابَه

في الحرب لا أوقات للنوستالجيا
ألغى السؤالُ عن الحنين جوابَه

يمضي بلا ذكرى..
يضيع طريقه عمدًا..
وتختبرُ الخطى سردابَهُ

في مُفردِ الأرقام يحسِبُ نفسَه
يبقى وحيدًا ما أتمّ حسابَه

للخلوة السمراء عطرٌ آخذٌ
خطأَ الغيابِ إذا أضلّ صوابَه

مِنْ فَرطِ ما ذهبَ الذين أحبهم
أهدى لمدلولِ المجيءِ ذهابَهُ



الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: