سيرة ذاتية ناقصة - محمود الطويل | القصيدة.كوم

شاعر سوري يعمل في الإعلام (1989-)


395 | 5 | 4 | 5




مِنْ لحظةِ الشِّعْرِ حتى الآن أرتجفُ
لا تحتَ يحملني.. لا فوقَ ما أقفُ

هناكَ عندَ شُغافِ البوحِ لوّحَ لي حزنٌ..
وعضَّ على أطرافه شَغفُ

يقول: (من أنت؟)
نصفي وجهُ مقبرةٍ
نصفي نخيلٌ وما في باله سعفُ

نصفي احتراقٌ بما في الكون من ورقٍ
نصفي امتدادٌ لمن في النصف ما انتصفوا

كم دهشةٍ أنجبتني..
ربما سَفرًا للحالمينَ
أو اللحن الذي عزفوا

أو ربما حجرًا ألقى به ولدٌ
على العساكرِ.. خافوا حَدَّ ما زحفوا

أو ربما أدركَ التجريدُ سهوتَهُ
من بعدِ ما حاولتْ تشخيصَه النطفُ

رأيتُني كان وجهُ الغيبِ مُنعَكَسًا
حتى كَشفْتُ ولكن لست أنكَشفُ

عينايَ مقصلةُ الألوانِ..
صارَ دمي وردًا أغنّي لمن شمّوا ومن قطفوا

أنفي إلى وجهةِ العصيان يأخذُني
هناك رائحةٌ حُسنَى بها أنَفُ

فمي احتمالاتُ ملحٍ..
منذ راودَه ظُلْمٌ من الماءِ ينسى كيف يرتشفُ

كلُّ الرؤوس التي جُزّتْ..
على كتِفِيْ حَملتُها..
ظلَّ رأسي ما له كَتِفُ

كفايَ ما ضفتا نهرٍ به شبقٌ كي يستمرَّ..
ويبكي حين ينعطف

واسمي مجازًا أقول اسمي
يرافقني طولَ الوضوحِ
وعند الخوفِ ينصرفُ

واسمي أخَبّئُه في جِلْدِ مُعتقَلٍ
لعلَّ ينقذه إن قال (أعترفُ)

حبستُ ظِلّي وراءَ الضوءِ
دون خطى مشيتُ
فاشتبكَ المقصود والصُّدَفُ

تعثّرتْ بظلال الأمس أغنيتي
في "نوتةِ" الغد ما يحتلُّه السّلَفُ

لمن تركتم بقايا اللحنِ في فمنا!
مِن صرخة الموج ماذا يحمل الصدفُ؟!

يا للحنين..
اختبرناهم على ثقةٍ
يا كلّما جُرِحَتْ أوتارُنا نزفوا

دوّرْتُ كل زوايا الشك..
لي قلقٌ مثل الصفاتِ إذا لم يبقَ ما تصفُ

بعضي المؤنث مسبيٌ..
وليس له في جنة الشرق إلا الوأد والشرف

أنسى.. وتختبر الأشياء ذاكرتي
لم يبقَ مني لها نبضٌ ولا لهفُ

هل من يسلِّفني ذكرى أضيعُ بها
علّي أسدد حُلْمًا حين أستلفُ

يا أيّها الحزنُ.. يا كَنّاسَ شارِعنا
إنّي على غبرةِ الإسفلت أعتكفُ

دعْني شرودًا، معي السارينُ في رئتي
ما زال يُخبِرُني أنّ الهوا تَرَفُ

دعني، كما المقعدِ المنسيِّ يُؤْنِسنا
من فَقْدِ أشْجارِنا حَطّابُنَا.. الخَرَفُ

لا أشبهُ الآخرَ المنفيَ في جسدي
من صرخة البدء حتى اليوم نختلفُ

ضدان طينٌ وشعرٌ
مثنويّتنا ما بين ذنبين من فينا سيقترف

في القهوة اختبأتْ أنثايَ
صرتُ لها هالًا..
وفي لوعة الدلّات نُختَطفُ

مرّتْ على آخر الموال مُتعِبَتي
كأنها الآه لمّا امتدّت الألفُ

كنتُ "الموريسكي" والأوطان مُربِكة
أخْفتْكَ "قَشْتالةٌ" أخرى وما عرفوا

مسافرون حيارى..
هائِمون بما في قَصْدِ أتْعَبِ رملٍ أنّه خزفُ

ألقيتُ في قاربِ التأويلِ مُعتقدي
فجفّ كالشطّ ما قالتْ لي الصحفُ

يا لسعةَ البردِ في الأشعارِ كيف لنا دفءُ الدراويش..
قالوا: (الله).. فالتحفوا



2019


الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)