‏قابَ شمسَين - أنس الدغيم | القصيدة.كوم

شاعر وكاتب وناشِط سوري مقيم في تركيا (1979)


232 | 0 | 0 | 0



وحدَه كانَ حينَ كانوا نِياما
حينَ لم يتركِ الكلامُ كلاما
وحدَه كان فوقَ طُورِ التجلّي
ينهَزُ الشّمسَ كي تشعَّ غراما
كانت الأِرضُ قابَ شمسَينِ، كانتْ
تتهجّى مِن العطورِ الخِتاما
تتقرّى ملامحَ الطُّهرِ فيها
فاصطفى الله للجمالِ إماما
ليس أعمى مَن لم يرَ النّورَ لكنْ
كان من فَرْطِ ما رأى يتعامى
بعدَ يُتْمَينِ قامَ أجملُ طفلٍ
ذاقَ فوقَ الذي يذوقُ اليتامى
يمسحُ الحزنَ عن ملايينَ كانوا
قبلَ أن يمسحَ اليتيمُ أَيامى
إنَّ من أرضعَتْه لم تَكُ تدري
أنّها تُرضِعُ النّدى والغَماما
كان أنقى مِن ماءِ زمزمَ ماءً
ولِأرقى الأخلاقِ كانَ التَّماما
وهلالاً رأتْهُ عَينا (بَحيرا)
فنَوى حينما رآهُ الصِّياما
كان للّيلِ ما له وعليهِ
ولقلبٍ توسّدَ الآلاما
أنْ يَكِنَّ الغرامُ فيهِ لِماماً
ويَهيجَ الغرامُ فيهِ لِماما
في هزيعٍ من الأماني وما في
جَعبةِ الرّوحِ غيرُ نورٍ تسامى
سبقَ الفجرَ ثمّ شدّ فؤاداً
نحو غارٍ من صخرتَينِ وغاما
بين تلك التّلالِ مرّ سريعاً
كاليمامِ الذي يمرُّ يَماما
وتسلّلتُ خلفَه كان شيءٌ
ليس كالشّيءِ حوله يترامى
شفقٌ، هالةٌ، ضياءٌ وثوبٌ
تحته خاتَمٌ ومِسكُ خُزامى
إنّ غاراً بنَعلِهِ قد تَزَيّا
هوأعلى من السّماءِ مَقاما
ليسَ أغنى من الذي حازَ مُلكاً
ورأى الخَلَّ نعمةً وإداما
يَعْظُمُ الشِّعْبُ بالذي فيه شأناً
وبهم لا تُرى الخيامُ خِياما
إنّ مَن كان للدّراويشِ بيتاً
صارَ للطّائفينَ بيتاً حراما
قمرٌ واستدارَ لحظةَ مرّتْ
ريشةٌ من جناحِ جبريلَ قاما
لم يكنْ يحملُ البراقُ نبيّاً
حملَ الطُّهرَ كلَّه والسّلاما
بين هاءِ الهُدى وتاءِ التجلّي
لم يضِلَّ الفؤادُ إذْ هو هاما
الذي قام مِن أناهُ يتيماً
كيف صلّى بالأنبياءِ إماما؟
عيّروني بأنّني حين أهوى
أخلعُ القلبَ للحبيبِ هياما
وبأنّي أطيرُ من عُشِّ روحي
نحو روحِ الذي أحبُّ حَماما
أنتَ لستَ الذي أُحِبُّ تماماً
أنت فوقَ الذي أحبُّ تماما
وأنا من أنا وما كنتُ كَعْباً
لأصوغَ الهوى ولا الخَيّاما
غيرَ أنّي جمَّلْتُ شِعريَ فاخلَعْ
بُردةً منكَ تسترُ المستَهاما


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا:




أنتَ الكتابُ وكُلُّنا قُرّاءُ
( 1k | 5 | 2 )
أمٌّ بقلبِ نبي
( 379 | 5 | 0 )
الجوديّ
( 347 | 0 | 0 )
سميتُك الشّعرَ الحنيف
( 339 | 0 | 0 )
الصّنَم
( 314 | 0 | 0 )
سكَّرٌ مِنَ الحِجَاز
( 309 | 5 | 0 )
الغار
( 275 | 0 | 0 )
فصلٌ من سيرةٍ ذاتيَّة
( 248 | 0 | 0 )
عِمتُم جلالاً أيها الشّهداءُ
( 241 | 0 | 0 )
المنفى
( 236 | 0 | 0 )
أحبُّكَ
( 236 | 0 | 0 )
قلبي دمشقيٌّ
( 228 | 0 | 0 )
والتين والزيتون
( 227 | 5 | 2 )
من رسالةٍ إلى أبي بكرٍ الصديق
( 220 | 0 | 0 )
لا تصالح
( 218 | 4 | 0 )
رسالةٌ إلى قيادات الثّورة في سوريا
( 214 | 0 | 0 )
يا أمّة إقرأ
( 213 | 0 | 0 )
الرِّهان
( 209 | 0 | 0 )
الشّاعر السّاهر
( 209 | 0 | 0 )
من القدس إلى بغداد
( 207 | 0 | 1 )
سيُروى عنك يا بلدي
( 203 | 0 | 0 )
بين الجُبِّ و ما يخفى
( 202 | 0 | 0 )
هو البيتُ العتيق
( 201 | 0 | 0 )
يا مكَّةَ العشّاق
( 201 | 0 | 0 )
و أمّا بعدُ
( 200 | 0 | 0 )
قال ليَ اليزيد
( 199 | 5 | 0 )
أمُّ القصائد
( 195 | 0 | 0 )
بينَ الكافِ والنونِ
( 193 | 0 | 0 )
في هجير النّفس
( 192 | 0 | 0 )
بَيني وبينَكَ
( 191 | 0 | 0 )
أنس نامة
( 189 | 0 | 0 )
أَحَدٌ أحَد
( 189 | 0 | 0 )
للقدس
( 188 | 0 | 0 )
يا قبلة الشهداء
( 187 | 0 | 0 )
يا قادسية أشواقي
( 185 | 0 | 0 )
لا تصنّفني
( 184 | 0 | 0 )
إنّي رأيتُ اليأسَ كُفرا
( 181 | 0 | 0 )
‏أضأتَ لهم
( 178 | 0 | 0 )
يا شاعرَ العشق
( 178 | 0 | 0 )
الصّولَجان
( 176 | 0 | 0 )
في رثاء شيرين أبو عاقلة
( 172 | 0 | 0 )