مدينة حُبُلى بأبناء العدم ! - نورس علي | القصيدة.كوم

شاعرٌ سوريٌّ (1991-) تتحللُ على قصيدته أحبار الفلسفة والوجع الإنساني.


1471 | 0 | 0 | 0




ناجيتُ صمتَ الهاجسِ الكونيّ
متّكئاً على وجعي ..
أعدُّ النازفينَ إليَّ مِنِّي
عبرَ ضوضائي و حُزنيْ :
يا دمشقُ الآنَ ما يبقى
إذا صارت سنُونكِ قهوةً
للعلقمِ الغدَّارِ تنذرُ طعمها ؟!
أينَ الصباحُ و بيننا مليونُ
فجرٍ ذابلٍ
نبكي فيسرعُ بالفرارْ ؟!
كيفَ الوصولُ إذا كَبَتْ همساتُنا
و تقهقرتْ أقمارُنا حينَ
استبدّ بها المدارْ !!
لا جلّقٌ إلّاكِ قد عرفَتْ جدائلُ قمحِها
بركاتِ عطفِ الله في الدنيا ، و طُهْرَ
الحُضْنِ حُضْنِ الأمِّ في لغةِ الصغارْ .. '
*
الآنَ أوقِدُ أحرفي بالماءِ !!
كي أحيا على أعتاب مرثيةٍ
تحاصرها الدموعُ كجيشِ ' إسبرطا '
كفرسانٍ بواسلَ أقرضوا للبؤس أذرعهم
و أضلعهم و طعمَ الملحِ
في تاريخهم زلفى إليهْ ..
الآنَ ' جلجلةٌ ' تُعَدُّ لحاملِ الذّكرى
على ظهرِ الغيابْ ..
إنَّي أنا النصُّ الأمينُ و أنتِ لي
المعنى و فاتحةُ الكتابْ ..
يا سبعَ آياتٍ تُرَتَّلُ
يا شآمْ .. باللهِ هلَّا قلتِ ليْ منذا سيبني
العشِّ إنْ ماتَ الحمامْ ؟!!
*
ظلّان للمنفى يعدَّانِ
المتاهَ لحلمنا ..
يتقاسمانِ ضفائرَ الذكرى
كعذراءٍ تقاطرت الذّئابُ
تريدها كي تسلبَ
الطُّهرَ انتصاراً للظّلامْ !!
ظلّانِ :
يُتْمُكِ و انحسارُ الياسمينِ عن البيوتْ
يا سجع أغنيةٍ نموتُ و لا تموتْ ..
أبكي و ما نفعُ الدموعِ على
فراشِ الراحلينَ مع
الغروبِ الأصهبِ
العبثيّ نحوَ اللهِ
في ركبِ العناءْ
قديسةٌ ذُبِحَتْ ..
و حرفيَ مذنبٌ
تغويهِ قافيةُ الرِّثاءْ !!

***







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)