ولَّاعةٌ لاشتـعالِ البحر - نورس علي | القصيدة.كوم

شاعرٌ سوريٌّ (1991-) تتحللُ على قصيدته أحبار الفلسفة والوجع الإنساني.


1702 | 0 | 0 | 0



إلقاء: نورس علي



لاشكَّ في المعنى
و لكنِّي أشكُّ بما
يقُال على
لسانِ الراويةْ
لاشكَّ في كونِ
المساميرِ انتحاراً
للثقوبِ و فخرها
في رهبةَ الإبهامِ
من نزقِ الوقوف
على شفير الهاويةْ
لاشكَّ في كوني
أسيرُ بلا ( أنا )
خلفي يسير الظلُّ
مفتوناً بشامتهِ و يرقصُ
في دمي المنفى
و روحي الحافيةْ
لاشكَّ في الَّلاشكِّ
لكنِّي بطعم
الماءِ مرتابٌ
ألومُ الآنيةْ !
*
الموتُ يعزفُ
في مزامير
الرعاةِ صلاتهُ
و الخَلْقُ أبناء الحقيقةِ
دائماً عميانُ
عمَّا يُشترى
في الغيبِ من فقرٍ
و ذلٍّ و انكسارٍ
مالح الذِّكرى
و كلِّ الخَلْقِ
يُرهبهم بكاءُ
الطِّفلِ يعلو
أنْ خذوني
نحو موتي
لستُ أرغبُ
في مدى أوهامكم
عمَّا نريدُ
أريدُ أن أبقى
خفيفاً غائباً
لا شيءَ فيهِ :
( من الترابِ .. إلى الترابْ )
و الآنَ في
حضنِ الحياة
فجيعتي..
أُعلي لها صوتيْ
أُحني لها صمتيْ
و تُحنونْ الرقابْ !
*
لاشيءَ غير
الثابتِ الأبديِّ
يجلدنا ، زمانٌ يرتدي
ثوبَ المكانِ
و يغرقانِ سويةً
نحو الأزلْ
كي تطفوَ الأحداثُ
نحو السطحِ في
وعي المسافرِ
مثلما تطفو الدماءُ
على وجوه الناسِ
من وقعِ الخجلْ
*
يرسو المساء
على ضفاف الجفنِ
يعبرُني اتِّقادٌ
نحو ماضي
الغيم :
أحلامُ البحار
الهاربات إلى الإلهِ ..
مجازرُ الملحِ
الذي يبكي على
موتِ السواحلِ ..
لستُ أدري
من يفوقُ البحرَ
في عين
الطبيعةِ رهبةً ؟!
هل نحنُ
مثلَ البحرِ
أمواجٌ أُعدِّت
لانكسارٍ دائمٍ ؟!
أم أنَّنا وهمٌ
يلوِّح للسواحلِ
من ذُرا المنفى
فتجري طيبةً كلُّ
السواحلِ دونما علمٍ إلى
حضنِ الشباكْ !!
لا .. لستُ أدري
من هنا منَّا
و مَن منَّا هناكْ ..
*
مُذ كنتُ
في لحدِ الحقيقةِ
غائباً ، بل حاضراً
كانَت أساطيرُ
انتصارات الشعوبِ
على الشعوبِ
تضجُّ في
رحمِ الحروبِ
تسوسُها أحلامُ
آلافِ الوحوشِ
بأن يسودوا
فوق حاشيةٍ
من الموتى
و كم عاثت بنا
أحلامهم بؤساً
و أُترعت الكؤوسُ
من الدماءِ ، دماءِ
من ذُبحوا على
أسوارِ أمنيةٍ
لها طعمُ
السقوطِ الحرِّ
نحو اللا رجوعِ
و لا وجودْ ..
كي تنضجُ
الأفراحُ في
وطنِ الصمودْ ' !
*
يا أمِّيَ الأولى
خذيني نحو
باب اللهِ
أقرعهُ بأغنيةٍ
و مرثيةٍ لها
وقعُ الختامِ
على حضورِ
المسرحِ العبثيِّ
لم نفهمْ ! '
يقول السُّذَّج
العميانُ منهم
في انتظارِ القادمِ
البطلِ الذي
من أجلهِ
كتِبتْ نهاية كلِّ
ما نحيا لأجلهِ
لا وجود لغايةٍ
كي تفهموا ! '
خَجِلاً يقول
المخرجُ المحجوبُ
من خلفِ
الستائرِ ، ربَّما لو
كان يُجدي للمسافر
أن يرى منفاهُ في أقصى
الحقيقة لاحتفى
باليأسِ و ارتاح
الحضور من السفرْ
لاشكَّ في
أنِّي عرفتُ
نهايتي و سخرتُ منِّي
حين أرعبني الخطرْ !
الآنَ أرضيِ مقبرةْ
الآن موتيَ جوهرةْ
الآن بيتي كم
أتوق لأهجُرهْ !
لكن إذا سُئل الحضور
عن المطرْ .. رفعوا أصابع
جهلهم نحو السماءِ
ولم يروا في البحر أمَّاً للمطرْ
في البحر خاتمةَ المطرْ
***








الآراء (0)   


نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)