أغنية الشاعر الأخيرة - محمد العثمان | القصيدة.كوم

شاعر وناقد سوري (1985-)


1383 | 0 | 0 | 0




مُـرَّا علـى غَيْمـي التَّــائِهِ القَلِـقِ
و أَشْـرِعــا فـي مَداكمـــا عبقـي

إنـي احتَـرفْـتُ الحنيـنَ مُغْتَسِـلا
بالليـلِ إنْ تَــاهَ فـي يَـدِ الأُفُـقِ

أ كلّمـا نـاحَ الشــوقُ يَكتبُنــي
حَـرفٌ تَمَلّـى بِآهـــةِ الـــــوَرقِ

فيَسْـتَبِـدّ السـرابُ بـي .. و أَنَـا
طفْـلٌ غريبٌ يحبـو علـــى حُـرَقِ

أَضـاعَ كـلَّ الجهـاتِ حيـنَ أتــ
ـاهُ المـاءُ يَروي سَنَـابـلَ الأرقِ

إذا تَغشّـاهُ الصبْـحُ يَسْكبُـُــه
وَهْوَ ارتشــافَ الرقـادِ لم يَـذقِ

و الرعشـةُ البكـرُ لم تزلْ نَغَمَـاً
تتلـو عليـه آيــاً مِـنَ الفَـرَقِ

قد علّمَتْــهُ العفـافَ تاركــةً
في كونِـه أبعـاداً مـن الغَسـقِ

فالريحُ تمضي به ــ ولا أمــلٌ ــ
من طُرقٍ غضّـــةٍ إلـى طُرُقِ

و أَهْـلُـهُ قـد تفرّقــوا كَــلأً
قد خلّفـوه يرعى سنـا الفـَلَــقِ

حتى التقـى زهرتين لـم تنمـا
لم تُسْلِمـا ثغـرَ الحـبِّ للـشبق

فجـاءَ يسْقِـي أحْلامَهـنَّ شـذًى
من بئرِ شَــــــكْــواه المُتْـرعِ العَبِق

ففاحتِ الكبـرى مِـلْءَ لَهْفتِهـا
ضَوءاً خجولا كَسَـا دَمَ الشفـقِ

وماتت الصغرى حين باغتها
دفءُ يَديهِ .. وهاءَ بِالعُــــــنـُقِ

قد ينتشي الحلم من سماحتِها
فيُخْصِبُ الشّوقَ دمعـــةَ الحبق

كلُّ الذيــنَ استبـــاحَهـم غَـــــدُه
قد راعُــــهم منهُ آخــرُ النَّفَـــقِ
شكراً لثـدي الأوهـام فَهْي لـهم
أمٌّ ، ولي بستــانٌ مـن الغـرقِ








الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)