عارِيَةٌ أمامِي الأرض - قحطان بيرقدار | القصيدة.كوم

شاعرٌ سوريٌّ (1977-) "أفرغَ الكأس واختفى في الضباب".


745 | 0 | 0 | 0




كما شاءتْ...
أُغنِّي خارجَ الأسوارِ
مِن أجلِ ابتِسامَتِها...
وتَألَفُني وُحوشُ الأرضِ،
والغِزلانُ، والحُمْلانُ...
حتَّى النَّحْلُ
يَخرُجُ مِن خلايا الشَّهدِ يَتبَعُني...
ويُحْدِقُ بي حَمامُ المسجدِ الأُمَوِيِّ،
أيقُوناتُ كُلِّ كنيسةٍ في الشَّامِ...
فاتِنَتِي تُشَكِّلُني كما شاءتْ،
فَحِيناً أُصبحُ المنفى
بأهْلِ شَتاتِهِ الأحرارِ،
حِيناً أُصبحُ الوطن الذي خانَتْهُ
حتى أعيُنُ الأطفالِ...
تَأخُذُني إلى الآتي،
فأشهَدُ بعضَ ما سيكونْ...
وتَمضي بي،
بعَينَيَّ المُلوَّعَتَينِ
نحوَ البَدْءِ
أرقُبُ لحظةَ التكوينْ...
وتُلبِسُني أساطيرَ الهوى العُذْرِيِّ،
يَشغَلُني هوى لَيلايَ عن لَيلايَ...
في وادٍ مِنَ الهذيانِ تَطرَحُني،
جهاتي ما لها عَدَدٌ،
ضبابٌ، ظُلمَةٌ، وجُنونْ...
***
وفي حُلُمٍ ربيعيٍّ
تُوَزِّعُني على الشَّهَواتْ
فلا أُحْصي كَمِ ارتَعَشَتْ خُيولُ الصحوِ
في جسدي،
وما أطلَقْتُ مِن شُهُبٍ
كفيلٌ بانْصِهارِ الكونِ...
عاريةٌ أمامي الأرضُ،
لا أسرارَ تَشغَلُني
فقد باحَتْ بها القُبُلاتْ...
عَراءٌ فاتنٌ،
ودمي يَفُوحُ لأجلِهِ الجُورِيُّ،
أكوامٌ منَ الزَّهرِ المُضَمَّخِ بي
تُحاصِرُني...
خَرَجتُ إذاً منَ الظُّلُماتْ
ويَتَّضِحُ الكِتابُ كما شُعاع الشمسِ
لا تأويلَ بعدَ اليومِ،
فلأقرَأْ على مَهَلٍ
لِتَجلُوَ صُورتي الآياتْ...
***
لِفاتِنَتِي
طُيوفٌ كم تُبَصِّرُني
بِحِكمَةِ ما أُقارِعُهُ مِن الأقدارْ...
فلا أبكي على ما فاتَ،
لا أمشي على قَدَمَينِ منْ يأسٍ...
ولا أنأى عنِ المَلَكُوتِ،
لا أسهُو
عنِ المعنى الجديدِ لِما يُطِلُّ عَلَيَّ من أقمارْ...
وتَصهَلُ غُربَتي في الريحِ،
تَجعَلُها رُخاءً لي...
فَتَحمِلُني إلى مُدُنٍ يُظلِّلُها صدى النَّهَوَنْدِ...
ليس معي سِوى حُبِّي،
وفاتِنَتِيْ تُؤلِّفُني
وتَعزِفُني على القِيثارْ...
كما شاءتْ
ولكنْ داخلَ الأسوارْ...
***







الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)