إغلاق الغابة ليلا - عبد المنعم رمضان | القصيدة.كوم

شاعر وكاتب مصري حاصل على جائزة كفافيس عام 2000 (1951-)


117 | 0 | 0 | 0




عندما كان يخبط طرف عصاه على الأرض
كنت أظن اللصوص اكتفوا بالذي سرقوه
وكنت أحاول أن أطمئن
فأجلس مسترخيا
أتذكَّر أغنية من أغاني الكريسماس
كان الهواة يغنونها بعد ما يطفئون الشموع
وتهبط آلامهم دون أية مغفرة
وتساورهم رغبة
أن يكونوا شبابيك مشرعة
أو يكونوا ملائكة فاسدين
ولكنني كنت أجلس مسترخيا
أتذكّر أغنية من أغاني الكريسماس:
أيتها الفتيات
ويا أيها القادمون من الجانب المعتم
الآن
تحت سراويلكم
ورق ذابل
كان يكتبه الله
كان يخزّنه في أماكن نائمة
فاخلعوه
ودوسوا عليه
ارقصوا فوقه
سوف يطفو ويصبح مثل الغبار
انفخوه
ولا تنظروا نحوه
ربما سيغطّى المصابيح
أيتها الفتيات
ويا أيها القادمون
اذكروا أنه كان ينهش، ينهشني
كان يملأ أذني ببعض الحفيف
ولم أستطع أن أراه
وكنت أداوره
ثم أفتح في وجهه الباب كي يتبدّدَ
أذكر أني إذا ما تباطأ
لا أتعقّب آثاره دائما
أكتفي أن يمرَّ من الباب
أيتها الفتيات
ويا أيُّها القادمون من الجانب المعتم الآن
بابي من الخشب الزان
ليست له أكرة
ويظل بغير مزاليج حتى الصباح
وفيه تعشّش
كل ظلال الذين سيأتونه ذات يوم
وسوف يكيدون لي

كل ظلال الذين طردتمهو ذات يوم
وعند حلول الظلام
يكيدون لي
يمسحون على سطحه الداكن اللون أطرافهم
يكملون المسيرة
لا يتركون سوى بقع كالحنين
وأقدامهم تتلكّأ فوق مكان احتمال تلفتهم للوراء
ولكنهم أبدا لا تراودهم رغبة
الذين طردتهمو
الشيوخ المهانون
أيتها الفتيات
ويا أيها القادمون.





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)