جراحات صامتة - بشرى البستاني | القصيدة.كوم

شاعرة وناقدة وأكاديمية وصحافية عراقية (1949-)


143 | 0 | 0 | 0




1-
أيها الصوت الرفيقْ ..
أيها المزروع في غربة ليلي ..
واحة الزيتون من دهر مضى ..
كنت قد حملتها لعنة عمري
ثم ودعت على خضرتها كومة حزن وحطبْ
وتذرعت بصبري ..
فمتى .. من أين جئتْ ..؟
ولمن كنت تغني ؟
وأنا من ألف عام ..
يوم حوصرت هناك ..
كنت لا أبصر وجها للقمر
فمتى أشرق،
من أين ؟ وكيف !

2-
رف في صوتك عطرٌ، وخمور وصلاةْ ..
مثل عينيّ وصمت وجراح ..
وحكايات طويلةْ ..
طرقت مثل حكاياتيَ أبواب السلاطين العتاةْ..
ثم عادت غضة الجرح .. بليلةْ ..

3-
غام في عينيّ جرحٌ، لا يغني
وأنأ أمقت جرحا لا يغني
فأعطني من صبرك الصامد شيّا ..
أعطني آه لعلّي…
أمنحُ الأعين بعضا من فرح
ليغنونا إذ عود أغانينا انجرحْ ..

4-
أشرقت شمس على جدران بيتي .
وزها في ليلتي وجه القمر ..
وتدفقتُ على كفك شلال زهرْ ..
واندثرْ ..
ذلك الظل الذي سود عمري ..
لم أخف لعنتهُ ..
لم أخش بطشهْ ..
أنت من أين عرفتهْ .. ؟
إذ تضورت على بابك مزقت جراحاتي .. وآه …
لم أقلها ..
آه لكن أينما سرت تسير
لم أقلها ..

5-
أيها الصوت الرفيق ..
أيها الطالع في وحشة ليلي ..
عرّشت جدران صمتي ..
وتندّت حفنة التربِ التي تُلهب كفي .
حفنة التربِ التي تزرع قلبك ..
حفنة التربِ التي من أجلها نحيا ..
نموتْ ..
خلها تندى،
فقد غارت سعيراً في شغاف القلب ِ ..
قلبي .!

6-
أيها الحزن الذي يبدو على عينيه إعصارا وثورةْ ..
ذلك الصبر الذي جلبب عمري ..
خذ بقاياهُ،
وهات الفجرَ ..
هات الفجر .. مرة .!

7-
أيها الصمت الذي أبلى ولا يبلى جدارهْ ..
أيها الموت الذي يسحق رفّات الربيعْ
في عيوني ..
ويذيب اللحن في عينيك إذ يهوى قرارهْ ..
أيها الوجه الغريبْ ..
خلني أكشف ذاك الحزن عن وجه صنمْ ..
غارق في دمهِ نبض الحنين

8-
موجعٌ، صمتي .. موجعْ …
موجع حزني الذي أحملُ وحدي ..
فامنحوني من زواياها امنحوني ..
أحرفاً تجرح هذي الظلماتْ
أو خذوا الهم الذي أحمل وحدي ..
يا رفاقي ..





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)