بانتظار القصف - بشرى البستاني | القصيدة.كوم

شاعرة وناقدة وأكاديمية وصحافية عراقية (1949-)


113 | 0 | 0 | 0




دقت الصافرة
ستأتي الصواريخ
منتصف الليل هذا
وبيتي كان على وشك النوم
ألياسمين غفا
السرو كان سيغفو
على صوتها فز سرب الطيور
وسرب الطفولة
فزت شوارع آمنة،
وحقول …
وفزت … (لماذا …. ؟)
بأعين كل المرايا
وفز الحنين الى نخل اهلي
لضرب الرقاب،
وشد الوثائق،
لضرب بلا فدية،
فمتى تضع الحرب أوزارها
عشبها في العيون ثوى ماؤه،
عشبها في ظهور الخيول …
حجراً،
حجراً تنزف الارض محنتها
انتصروا أيها الوارثون،
قفوهم،
فهم محضرون ….
**

دقت الصافرة …
هو الوقت لا ينقضي
يقطع الوقت أوردتي
والدقائق ليست تمر
تعلقني فوق حبل مدلّى ..
تسائل :
من سيموت بآخرة الليل :
طفلي،
أخي …
جارتي …
يد من سوف تقطع في آخر الليل،
أو ساقه،
جسم من ستهشم
تلك الصواريخ،
ترمقني الشرفة الحائرة،
تقول السجاجيد :
أخشى الحريق،
يقول الجدار :
خذيني،
يلملم أركانه البيت …
يهمس :
لا تفزعي من نزيفي،
ويأتي إلي الشجر ..
ويلقي بأشجانه فوق صدري
يتمتم :
أكرههم،
أكره الموت في مائهم
وتدور العصافير حول النوافذ،
تذبح حول النوافذ
آه …
لماذا تخاف العصافير من قصفهم
العصافير تربك غيظي،
وتردي دمي في الدروب اليك،
الدروب تطير بلا وجل،
يتلقفها الليل،
يلقي بها في سنابل مقفلة
ماء دجلة يهرب من باب بيتي
ليسكن في سعفة،
وتدور الثعابين حول بساتينه
آه … تسعى الثعابين
في روض روحي …
وأصرخ في حومة الليل،
أصرخ … لا …
لن يمروا …
تكسر شباك بيتي،
لكنهم ذعروا من يقيني،
تكسر شباك بيتي،
لكن ورد عيوني
تناثر فوق الرياح التي عصفت بالغصون
وأسئلة الشام،
أجوبة النيل،
كانت تراود روحي،
حوار جريح يحرض نار جروحي
من الماء،
للماء كان اللهب
يخضب أرض العرب …
ويصرخ في وجههم :
أطلقوني …
ويزحف سرواً،
ونخلاً،
وطير
ويركن حول شبابيك بيتي،
ويرفض،
يرفض موتي
فينفتح الماء عن زهرة غاربة
وتدنو العصافير ثانية،
في الصباح …





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)