الأفق هو الديكور الخلفي للمدينة - أمجد ريان | القصيدة.كوم

شاعر وناقد مصري، وأكثر شعراء جيله تجريباً، ومن المنظّرين لما بعد الحداثة (1953-)


116 | 0 | 0 | 0




كنت أتأمل بوكيه الورد
وأفكر كيف أن الإنسان
قد عبّر عن أرقّ المعاني،
وأن الإنسان أيضاً هو الذي
مارس القتل بأعنف أساليبه،
طلبوا منى إخلاء الطرف
وعلي بأن أجهّزه اليوم
سأخرج من باب البيت
وسأظل أمشي
حتى محل الحلويات الشرقية على الناصية،
وخلفه موقف الباصات
وأنا دائماً أعتمد
على أن الإنسان المصري قلبه أبيض
أحس بأن الانقسام والتوحد
يحدثان في اللحظة نفسها
وأمامي أصابع "محشي" ورق العنب
و"سلطة" البنجر
بينما أفكر في أن الفتيات يحببن الدبّ القطني،
وسوف أشترى اليوم هذا الدبّ
البريء ساذج العينين،
كنت أمر إلى جوار المقهى،
وصوت "الشيشة" يكركر
وهو بختي المائل دائماً
كان الشال الغامق العريض
ذو الشراشيب الغليظة
يغطي رقبتها وكتفيها
وفي رأسي اختلاط العناصر الأسطورية
بالواقع
واختلاط وجنتيها بتاريخ الأنوثة.
.
أتوارى في ذاتي
لأنه لا يوجد مكان
يمكن أن يختبئ فيه الإنسان
ودائماً أحس بحاجتي للـعاطفة "الحامية"
ولهذه المرأة الممددة على السرير
عندما غطت وجهها بالملاءة فجأة
زجاجة المياه الغازية في يدي،
وفي عقلي صورة السيارة التي
انقلبت في اليوتيرن
الحمل ثقيل على عاتق الإنسان
وهو بختي المائل دائماً
تحت المآذن الموزعة على سماء القاهرة
بختي المائل دائماً
تحت صوت الزحام والكلاكسلات
في ميدان العتبة.
.
أتذكر أشكال العقوبة التي
وقعت عليّ في الطفولة، دون وجه حق
كان عازف الترومبيت منتفخ الخدين
وأنا واقفاً على ناصية الماضي
أتذكر مشاهد الحب والمرح في الأفلام القديمة:
أن يجرى الحبيب خلف الحبيبة
في الحديقة، وهما يضحكان.





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)