صورةُ "شيرين أبوعاقلة" وهي لا تدخلُ الجنة - عبيد عباس | القصيدة.كوم

شاعرٌ مصريٌّ (1976-) مختلفٌ في إدراكه للناقص في الشعرية العربية.


225 | 0 | 0 | 0




جميلٌ موتُك في الشعرِ،
جميلٌ هذا الثقبُ بجبهتكِ،
(يشدُّ العالمَ من أذنيهِ،
ويبتلعُ الناسَ)
جميل دمُكِ المنثالُ
ليرسمَ فوق الشاشةِ وردة شوقٍ
للحريةِ،
كلُّ المشهدِ كان جميلًا يا شيرينُ،
وأنت كبطلةٍ فيلمٍ أمريكيٍّ
تعبرُك رصاصة قناصٍ
تعبرُ لمشاعرنا عبر "اليوتيوب"،
فترتدُّ،
لتُسقِطَه من برجِ الزمنِ المقلوبِ،
رصاصتُنا الشعريةُ،
نكتبُ "شيرينُ" على "الفيس"،
فيظهر وجهُك حيًّا مبتسمًا،
نصرخ: شيرينُ الحيّةُ
وفلسطينُ الحرةُ،
نصرخ في الشعر،
كما أصرخُ في هذا النصِّ الآنَ:
فلسطينُ بدون المعنى الفكرةُ،
وفلسطينُ الغفوةُ،
وفلسطينُ المهرُ الراكضُ
في بريّاتِ التفعيلةِ والحُلْمِ،
لنمسحَ من فوق جبينك دمَنا،
ونسد الثقبَ بأيِّ مجازٍ
ونعيد المشهد للخلف ببطءٍ
من "مترنحةً بين ذراعيّ رفيقٍ يبكي ويصيحُ"
لـ "وجهُك منكفِئٌ بضمائرنا"
للوقفة خلف جدار تلتقطين الصورة
بل للخلف، لأقصى الخلف، بعيدًا
عند وقوفك قدّام "أبي الهولِ"
إلى تلك اللحظة والكاميرا أبعدُ منكِ
تراقبُ سير الساسةِ والفنانين المعتادِ
ولا نبصرُك،
وأنت تعودينَ إلى الظلِّ
ككل العاديين يموتونَ وهم أحياءُ
يعيشونَ ولا نهتفُ حين نراهم: شهداءُ،
إلى اللحظة قبل دخولك للمشهدِ
قبل صعودك للفردوس
برغم أنوف الدوجمائيين المنتحلين لسانَ اللهِ،
وقبل قرارِ القنّاصِ بأن يرفعَك إلى النصِّ الشعري
من الأرضِ،
ليبقى وهو المطرودُ من الشعرِ،
عليها.



الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: