سوف يغدو الزمان هشيماً - قحطان بيرقدار | القصيدة.كوم

شاعرٌ سوريٌّ (1977-) "أفرغَ الكأس واختفى في الضباب".


1572 | 0 | 0 | 0




غُيومٌ..
وفي الصّحْوِ يتضحُ الغامضُ الأزَلِيُّ
وتخفَى الدقائقُ..
هذي الغيومُ لأُبصِرَ أكثر
والمُبصِرُون يَرَونَ الذي لا تَراهُ النُّسُورُ..
غيومٌ..
لأُمسكَ خَيطَ الظلام
وأسحبَهُ منْ نسيجِ الدُّروبِ
وأمْضِيْ
إلى حيثُ يَعْظُمُ ومَضي
إلى حيثُ يأخُذُني وَجْهُ كُلِّ نَبِيٍّ
وحيث تُطِلُّ الكواكبُ ساطِعَةً في الضُّحى..
هُنا كُلُّ شيءٍ صحا
واستعادَ بَصيْرتَهُ فامَّحى..
صلاتيَ هي الضَّوءُ
مُحتفيَاً بالفَراشَةِ بينَ العَذارَى
وكأس تُغنِّي مع الشّفتينِ
وتكشِفُ في لحظةِ الوَمْضِ ما قد توارى..
كأنَّ الذي مرَّ طَرْفَة عينْ
فله كنتُ أحْمِلُ نفسي أو النّفس تحمِلُني..
في الطريق إلى حاضرٍ عابرٍ
سوف يغدو الزمانُ هشيماً
وتَذرُوهُ رُوحيْ
ويَغدُو المكانُ طَليقاً بغيرِ فواصِل
هذا أوانُ الوُضُوح..
سَأُنْقِذُ نفسي مِنَ الخَدَرِ المُتأصِّل فيها
لعلي أراها تَلُمُّ هَواهَا
وتنْفُخهُ في ظَلامِ السُّفوحِ..
أنا لنْ أبُوءَ بإثْمِ الغزالةِ
حينَ انْطفَأْتُ بماءٍ سناها
وأطْفَأتُها بالخيالِ اللطيف
فهَبَّبْ عليَّ بكُلِّ شّذاها..
ولن أستَعيدَ الذي غابَ عَنِّيْ
ولن أتذكَّرَ ما فاضَ مِنِّيْ
لأنِّيْ تغيَّرتُ في آخِرِ الأمرِ
وانْشَطَرَتْ رُؤيَتِيْ
تحتَ هَذي الغُيُومِ..
ستَبقى السفينةُ مُبْحِرَةً نحوَ كلِّ الموانِئِ
يا مَوْجُ رِفقاً بِرُبَّانِها
في خِضَمِّ العواصِفِ
دَعْهُ على قَشَّةٍ
يُكْمِل البحثَ عن شاطئٍ مِنْ نَخِيلٍ ونُورْ..
فقَدْتُ البِدايَةَ..
أينَ النِّهايَةُ؟
على مدِّ رُؤيَايَ غَيْمٌ
وخَلْفِيْ قُبُورْ...








الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.