ضمّي إليكِ الشِّعر - حسن المقداد | القصيدة.كوم

شاعر وكاتب لبناني (1992-)


180 | 0 | 0 | 0



في الأفقِ مئذنتان
شمسٌ للشّتاء
وغيمتان تنسّلان حريرا

في الأرض
ما ترك النّدى من ظلّه ليلاً
إذ اتّخذ التراب سريرا

في القلب
طيرٌ أخضرُ الجنحين
ينتظرُ اتِّضاح فضائه ليطيرا

في البال وسواسُ الطريق
وبي نعاسٌ
لن أنام.. ولن أخافَ كثيرا

لا زلتِ نائمةً؟
لقد صحت الطيور
أنا أسمّي الذّكريات طيورا

والصّبحُ في ساعاتهِ الأولى جميلٌ
قد يسمّيه المجاز مثيرا

أنا في المجاز قضيتُ جلَّ طفولتي
ولذا فإنّك تسألين خبيرا

ما كان لي من أصدقاءٍ
كنتُ أخترعُ الرّفاق
وكنتُ بعدُ صغيرا

ولقد لعبتُ مع الخيال مطوّلاً
وتركتُ في غيبِ الخيال حضورا

وأنا ابنُ ألفِ روايةٍ حسيّةٍ
جعلت جنوني واضحاً/مستورا

بحثاً عنِ الذّات
اتّبعتُ مواكبَ الكلمات
إذ كانت تنقّطُ نورا

نهرٌ من الأحلامِ في صدري
لذا تحتَ الكلامِ ستسمعينَ خريرا

ما الضّوء في روحي؟
صحوتِ صغيرتي
أعلنتِ ميلادَ النّهارِ أخيرا

غسّلتِ أوراقَ الصّباح بضحكةٍ
وزرعتِ في جسدِ الشّتاء زهورا

عيناكِ
صحوُ الجفنِ
كلُّ قصيدتي
لا تغمضي.. يغدو الكلام ضريرا

لا تغمضي
ودعي خيالي صاحياً كالشّمع
يكتبُ نفسهُ تقطيرا

سمراء
رتّبت السّرير ببسمةٍ منها
وأحيت خافقاً مهجورا

سمراء
تفتحُ للهوى شبّاكها الشّرقيَّ
يدخلُ بيتها مسرورا

وتمرُّ شمسُ الصّبحِ قربَ سريرها
سكرى
تلملمُ ضوءها المكسورا

سمراءُ.. أغوتني تمائمُ حسنها
حتّى وقفتُ أمامها مسحورا

قالت ألم تنهِ القصيدةَ؟
قلتُ لم يكفِ الكلام
تركتهُ منثورا

قالت ألستُ البحر؟
فاغرف آيةً
فأجبتها يا بنت
لستُ جريرا!

لأميرةٍ في البال:
تسقطُ نجمةٌ حبلى
يتوّجني الخيالُ أميرا

فأمرُّ والأسوار تتبعُ خطوتي
سوراً أمام البرق يكسرُ سورا

ضمّي إليكِ الشّعر
فكّي سرّه
مدّي لزورقهِ الخفيف جسورا

ضمّي إليكِ الشّعر
بينَ رويّهِ ورويّهِ
قلقُ البنفسجِ قد يصير سطورا

عبقٌ من الفردوس
مرَّ بخاطري
هيأتُ أقلامي لأرسمَ حورا

ووجدتني في الغيب
أرسمُ شامةً
وأدورُ حولَ فضائها مخمورا

من أنتِ؟
هل دلّت عليكِ مواسمي
قالت تلبّس وجهها لتصيرا؟

هل تمسكينَ بنجمتين وتعبرين
لكي تضيئي شاعراً مغمورا؟

أم تكسرينَ زجاجةَ المعنى
لكي تدمي الحقيقةُ شّاعراً مغرورا؟

ها أنتِ في القاموس
خلفَ قصيدتي
قمحُ يسيرُ بداخلي لأسيرا

يرميكِ قوسُ البال
أوضحَ فكرةٍ
لمغامرٍ يتعلّمُ التّصويرا

هذي بثينةُ يا جميلُ فلا تخف
كن للجمالِ وفي الجمالِ أسيرا




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)