شعب الله - محمد السيد | القصيدة.كوم

شاعر مصري (1999-)


331 | 5 | 0 | 2



قدمٌ على الأسفلت
تلمس شعره
تتحسس الأشواك في ثقل الطريق
وتقتفي أثر الوجود
وتلعن الشمس البريئة في احتراق الأرض
تحترق اشتياقًا للذين مشت لهم
والعينُ
تبحث في فضاءٍ لامعٍ
فترى العيونَ اليائساتِ من الحياةِ
ومن رغيف العيش
من هبة القراءة
لا يفكون الرموز الملتقاة على الحوائط
ترشد المارين درب موائد الرحمن
بياعو مناديلٍ
وفلٍ من ربيع الجنة الأولى التي لم يؤكل التفاح
في محرابها الأزلي.

رهبانٌ بنوا بيتًا على ذاك الرصيف الحُرِ
حُرٌ من جدارٍ حاجبٍ نور السماء
تزهدوا وكأنهم لم يُخلقوا للأرض بل خُلِقت لهم
وكأنهم سرعان ما فهموا الحقيقةَ قبل أن تبقى الحقيقةَ
فاعتلوا فوق الرصيف
غطاهم الطين الصريح فإن نظرت ترى المباشرةَ الصريحةَ في مقولة "آدمٌ من طين".

عمال النظافة
أو أقول هم النظافة كائنون كأنهم من لؤلؤ خُلِقوا
يغطون الشوارع بالحرير
وينتقون الدود من نعناع غيطٍ لا نملُّ حصاده
ويبشرون الأرض بالأيامِ
يبنون الحياة بأن هذا الجوع مأجورُ
وأن البيت معمورُ
وأن السر مهما كان بين السر مستورُ
عزاؤهمُ
بأن الليل فواحٌ بصوت الست
محشودٌ بأكوابٍ من الشاي المنزل من سماء الفقر
إن المجد للفقراء
حب الله للفقراء
روح الله للفقراء
حكمتهم تغربل كل هذا الكون
كل الكون محفورٌ
على تجعيدةٍ رُسِمتْ بريشة صاحب الملكوت
ضحكتهم كأن الأرض تنفش ريشها
وتقول للصبح السلام عليك يابن الشمس
يانفس الطبيعة
صاحب الوجه الجميل بعملة الأزمان
لا يتبسمون سوى بصدقٍ
ويكأن الأرض تعترف الحقيقةُ هم وهم طبع الحقيقة
لا يملُّون الحياة ولا تملُّهمُ
يجيدون الطريق
ويرفعون دعاءهم بالنور
دعوتُهم تحيتُهم
"سلامٌ"
لايريدون الحياة على الترابِ
تزهدوا
لتكون في يومٍ تحيتهم
سلامْ



الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: