حديثُ مقطوعِ اليدِ - زين العابدين المرشدي | القصيدة.كوم

شاعرٌ عراقيٌّ (1999-)


223 | 0 | 0 | 0




إنَّهم قطَعوا اليدَ.
قلتُ: ستكشفُ ليْ ما الترابُ.
أنا قائدُ الجسَدِ؛

حيث أرسلتُها للترابِ
لتكشفَ مُرغَمةً ما الذي فيهِ.
إنَّ يديْ
لا تملُّ، و ما هيَ عاصيةً موعدي

غير أنَّ الحنينَ تفاقمَ أكثرَ
و اليد دومًا تحنُّ إلى أختِها،
و الدم المتدفّق في الأوردةْ
يتساءلُ حوْل الذي فقدَهْ

و مساحتيَ الآنَ قلّتْ؛
فلنْ يكفيَ الجسمُ لي.
يا لها غربةً
أنْ تنامَ بجسمٍ يضيقُ بكَ الآنَ
من بَعد أنْ كانَ رحبًا !

لقد وضعوا ليْ يدًا منْ معادنَ،
قلتُ: اتركوا الأمرَ هذا.
منَ اللحمِ و الدمِ مقطوعتي
و هي لمْ تستطعْ أنْ تظلّ
و هانت عليها مفارقةُ الجسمِ
جسمي الذي قد تربّت عليهِ.
تُرى هذه المعدنيّةُ سوف تكونُ الوفيةَ؟!

قد كنتُ أسمعُ دومًا حديثَ الفتوّةِ
في قريتي الشاخصةْ

حينَ قالَ لنا جدُّنا: "إنّما الرجُلُ الكلَمةْ"
أخذتُ أرددُ ما قالَهُ الجدُّ مفتخرًا:
"إنَّما الرجُلُ الكلَمةْ"
بعد أن قطَعوا اليدَ،
أقصى الذي هو يُحزِنُني
الآنَ
في هذهِ الكلمةْ:

إنَّها ناقصةْ



الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: