العقاب - قحطان بيرقدار | القصيدة.كوم

شاعرٌ سوريٌّ (1977-) "أفرغَ الكأس واختفى في الضباب".


1610 | 0 | 0 | 0




هلْ تسمعينَ هِتَافَ القلب إن هَتَفَا
في ليلةٍ هَامَ فيها وَارْتَمى شَغَفَا
في ليلةٍ لا يُضِيءُ البَدْرُ ظُلْمَتَها
بلْ يبعثُ الخوفَ والأوجاعَ والأسفَا
هلْ تسمعينَ أنينَ الليلِ منْ دَنِفٍ
ما أَنَّ قُربَكِ يوماً أو ثَوَى دَنِفَا
ما عاشَ قُربَكِ أحزاناً ولا أَرَقاً
ولا رأى ليلةً سوداءَ أو عَرفَا..
ولا قَضَى في شُرُودٍ يومَهُ ثَمِلاً
ولا تَرنَّحَ مهمُوماً ولا رَجَفَا
ما كانَ يَشْرُدُ منْ هَمٍّ يُلازِمُهُ
بل كانَ يشردُ في عينيكِ مُلْتَهِفَا
وإنْ شَكَا وَعْكَةً وارى شَكِيَّتَهُ
حتَّى يَراكِ وفي كَفَّيكِ ماءُ شِفَا
* * *
هلْ تسمعينَ ترانيماً مُلَوَّعَةً
يبُثُّها شِعْرُهُ في الكونِ إنْ نَزَفَا
يبُثُّها رُوحُهُ السَّكْرَى بِغُرْبَتِهَا
في عالَمٍ يَتَداعى حولَها تَلَفَا..
آهٍ لَوَ انْتِ أمامي الآنَ سامعةً
صَوْتي، ونَاظِرَةً جسْمي وقدْ ضَعُفَا
لَكُنْتِ أَيقنتِ أنِّي لستُ ذا أَمَلٍ
في العَيْشِ بعدَكِ يا نَبْضي الذي وَقَفَا
وأنَّنِي صِرْتُ طَوْعَ اليأسِ يَحْملُني
إلى بِحَارٍ بها المجهولُ قَدْ عَصَفَا
وأنَّني ضِعْتُ في الأعماقِ مُغْتَرِباً
إلاَّ عنِ الحُبِّ والماضي الذي سَلَفَا
* * *
يا نَبْعَةَ النُّورِ في الوجْدانِ يا بصري
يا مَنْ سأبقى إليكِ العُمْرَ مُنْصَرِفَا
أنا الذي ذَوَّبَ الأحزانَ في دَمِهِ
أنا الذي عانَقَ الأوصابَ وَالْتَحَفَا
حَطَّمْتُ نَفْسيَ مُذْ أَنهيتُ قِصَّتَنَا
وكمْ مُرِيْعٍ.. أرى قلبي وقَدْ نُسِفَا!
مهما شَكَوتُ فلا تَأْسَيْ عَلَيَّ وقدْ
نِلْتُ العِقَابَ على ما كُنتُ مُقْتَرِفَا

* * *








الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.