شاعر وناقد ومفكر ومترجم سوري لبناني، قاد الثورة الحداثوية في النصف الثاني من القرن العشرين، مما ترك أثرا كبيرا على الشعر العربي يشبه تأثير إليوت على الشعر الإنجليزي. حائز على جائزة العويس الثقافية دورة 2002-2003 في مجال الإنجاز الثقافي والعلمي. (1930-)
195 |
0 |
0 |
0
0 تقييم
إحصائيات تقييم قصيدة "الممثل المستور" لـ "أدونيس"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "الممثل المستور" لـ "أدونيس"
الممثل المستور 0
مشاركة القصيدة
"قمر الغوطة"
يَدبُّ في عروقي
صَحْوٌ، وفي رمادي،
أقومُ والعالَمُ حول وجهي بيتٌ، وكلّ
زَهْرةٍ قصيدهْ.
يَرْتجف التّاريخُ كالطّريدَهْ
يَنتعِشُ التّاريخُ
- أيّ نارٍ
أطفأتَ، أيّ نارٍ
أشعلتَ يا مهيارْ؟
هبطتُ في منارةٍ
حللتُ في قِيثارْ
وكانتِ الأوتارُ مثلَ جرحِ ينزُّ، والحياةُ
سجّادةٌ في القصر، والتاريخ مثلَ خرقةٍ يَجْرفُها الفُراتُ
وكلّ ما للأرضِ والسماء من طيورٍ
فاكهةٌ تنضجُ - واختلَطْنا
وجهيَ وجهُ الشّارعِ ، الفرسانُ والحُصونْ
والزّمنُ الملفوفُ حولَ النّاس كالوشيعَهْ
والجامعُ الواقفُ كي تُسافِر الطّبيعَهْ
أو يرجعَ الأذانْ.
وقائلٌ يقولْ:
قرأتُ أفلاطونْ
عرفتُ ما يكونْ
سيّدةُ القُصور قهرمانَهْ
والقمرُ الطالع قهرمانْ
يسكنُ في حانوتْ
يولَدُ، حول فخذِها، يَموتْ...
وابْتدأَ الطّوفانْ
واختلطَ المصبُّ - قاسيونْ
نَهْرٌ
وتحت بردى طريقٌ
لراهبٍ كان اسمهُ بحيرَهْ
ولِلكلام شَجَرٌ، وللخُطى حنينٌ
والله في البيوتْ
يموجُ كالبحيرَهْ.
وابتدأَ التاريخُ ، وابتدأنا –
... - يا أيها الممثِّل المستورُ يا صوفيَّنا الكبير
ها نحنُ ذاهبونْ
ويعلمُ الله متى نجيءْ
نعرفُ أنّ الليلَ سوف يبقى
نعرفُ أنّ الشمسَ سوف تبقى
لكننا نجهلُ ما يكونْ
من أمر قاسيونْ -
هذا النبيَّ الأصفرِ المضيءْ
وما يكونُ المشهدُ الأخيرْ
يا قمر الغوطةِ، يا صوفيَّنا الكبيرْ.
أصرخُ من دهليزْ
في قلعةِ الرّماد - صرتُ جرحاً
في جَسدِ القلعة، صرتُ غيماً
يعانقُ الشّرفةَ، والإفريزْ،
أصخ من دهليزْ:
أحتقرُ الأرضَ التي تكونْ
لؤلؤةً في جوف بلّوره
أحلمُ بالحدود بالبلدانْ
مفتوحةً كالبحر، منذورَهْ
للحبِّ،
أسألتَني؟ مُتْ أوّلاً، أو فَاشْتعِل كالجُرح
واهبطْ في رمادي
واسألْ... أتَسألُ عن بلادي؟
جسدي بلادي.
من أنتَ؟ هل واكبتَ هَرْولةَ الكواكبِ
وانْحدرتَ مع السّيولِ
طلعتَ في شفتَيْ جدارٍ زَهْرةً؟
ألَبِسْتَ أجنحةَ الفَراشةِ، غبْتَ في أحشاء صَخْرهْ
وبسطتَ راحتَكَ، افترشْتَ الشّمسَ،
صِرْتَ هسيسَ غابَهْ
أسمعتَ أجراسَ الجبالِ تَرنُّ في عُنُقِ السّحابَهْ؟
مَن أنتَ؟ آ ، ها... ذاتَ مرّهْ
كنّا، مشينا ذات مرّه:
أنتَ عبدُ الطّريقْ
خِرْقةٌ في الطّريقْ.
أنتَ جبّانَةٌ وعاده...
وأنا الفتْح والرّياده...
وتحت أهدابي مَدى أحضنَهْ
تَشْبَحُ، والأشباحُ والأمكنَهْ
قوافِلٌ للخبز والبقولْ
والزّهَرُ الطّالعُ والأنهارُ والسّهولْ
أحصنةٌ تشبحُ، والصّهيلْ
جرحٌ، وللجبالِ وَسْوَساتٌ...
نسَجتُ من معارجي
أجنحةٌ للصّبرِ
واحتضنتُ الينبوعَ والجُمانةَ البيضاءَ والمرايا:
يا شَجر الأيام أيّ شمسٍ
لبستَ في مداري
يا شجَر الدّوارِ،-
وقلتُ - هذي نارُنا، وهذا
سُرادِقُ الأخوّهْ
والزّمن الأعجفُ قرنُ ثَوْرٍ يَموتُ
والنبوّهْ،-
يا فُقراءَ العالم النبوّهْ
فقرٌ،
وكلُّ فقرٍ
أوّلهُ الفضاءُ -
... – "رافقيهِ
يا نجمَة السّؤالِ، علّميهِ الإعصارَ والهبوطَ
في الأعالي..."
وليس لي إلا دمي ووجهي
وليس لي حنينٌ
إلا لِنار الحلُم...
"انجحرَتَ؟
من أنتَ؟
آ ، ها ... ذاتَ مرّهْ....
مُتْ أولاً..."
وُلِدتُ في عباءةِ النّبيْ
وجهيَ نارُ زوجةٍ
تحلمُ: "كيف تسقطُ السّيوفُ
كيف يرجعُ الجنديّ..."
وجهيَ مثلُ كوكبٍ
يحضُن كلّ جامدٍ وميّتٍ وحَيّ.
أحلمُ باسْم العُشبْ
حين يصيرُ الخبزُ كالجحيمْ
حين يصيرُ الورقُ الميّتُ في كتابِه القديمْ
مدينةً لِلرُّعبْ
أحلمُ باسْم الطينْ
كي أمحوَ الرّكامْ
كي أغمرَ الزّمانَ أستعينْ
بِالنَّسَم الأوّلِ، أستعيدْ
مزماريَ الأوّلَ
كي أغيّر الكلامْ.
والحلمُ اللّونُ وقوسُ اللّونْ
بعدَ رمادِ الكونْ
يُوقظُ هذا الزّمنَ النّائِمَ في بُحيرة الجَليد
أخرسَ كالمسمارْ
يُفرغه كجُرْنِ
يُسلمه للنّارْ
لِلزّمنِ الطّالع من خميرة الأجيالْ
في قدم الأطفالْ-
ألزّارعينَ بذْرةَ البَكارهْ
ألحاملين الضّوءَ والشّرارهْ.
غَسلتُ راحتيّ من حياتي -
من هذه الفراشهْ
صالَحتُ بين الدّهرْ والهشاشَهْ
كي أهجر الأيامَ، كي أستقبل الأيّامْ
أعجنها كالخبزْ
أغسلها من صدأ التّاريخ والكلامْ
أذوب في نسيجها حرارةً أو رمزْ،
ففي دمي دهرٌ من السّبايا
دهْرٌ من الخطايا
يجرفُه موتي، وحولَ وجهي
حَضارةٌ تموتْ.
وها أنا كالنّهرْ
أجهل كيف أُمسك الضّفافْ
أجهل غيرَ النّبع والمصبّ والمطافْ
حيثُ تجيء الشّمسْ
كالعُشبةِ السّاحرة السّوداءْ
حيثُ تشبّ الشّمسْ
كالفرسِ الحمراءْ
حيثُ تصيرُ الشّمْسْ
عَرّافة الشّقاءِ والسّعادَهْ
عَرّافةً أو أسداً، أو نسرْ
ينامُ كالقلاده
فوقَ جبين الدّهرْ.
الآراء (0)
نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)