كلمةٌ أخرى تموت - أحمد زيدان | القصيدة.كوم

شاعر مصري (2001-)


179 | 0 | 0 | 0



كفراشةٍ
كانت تحوّم حولنا
وتبثّ في الورداتِ
عطرًا من رحيق النورِ
والأملِ المشعشعِ
في مصابيح الصدورِ
وحولها كان المساءُ يعلق الظلمات في أفق المدى
ظلت تناجي ربها
تدعوه أن تنمو جميع زهورها
أن تطرق الشمسُ المريضةُ بابها

كانت تلملمُ بعض وردٍ نائمٍ
وسط الطريق
وجفنها صاحٍ يحاول جاهدًا ألا يضيق
وأن يظل مناضلاً لليأسِ
أن ينسى امتلاء الجو بالفوضى المبيدة للحياة
وأن يرى رغم الصعاب طريقه

كفراشةٍ قصوا جناح طموحها
كيلا تحلق في السماء طليقةً
لكنهم لم يعلموا برجوعها وصعودها باب السماءِ
بكفها وردٌ وفيضٌ من جداول روحها

كفراشةٍ لا تبتغي إلا سلامة أرضها
،أقصى سعادتها حياةٌ بين أحضان الزهورِ
مداعباتٌ للندى
أو بسمةٌ وقت الضحى
أو غفوةٌ خلف الدجى
وقت امتلاء الأرض بالحقد الدفين
وقت اخضرار العشب في قيد السجين
ووقت أن نرثي بقربك ألف قبرٍ من زهورٍ ذابلينْ

كلماتك الخضراء ما زالت تجرُّ خيالنا
ورداتك الحمراء ما زالت تضيء سماءنا
لم ترحلي
لكنكِ استلقيتِ ناعسةً
كأنك وردةٌ تاقت مياه السلسبيل على رياضٍ ليس فيها غير ماءٍ من دماء
تريثي
نامي قليلاً فالحياة هي الحياة
اليوم حلمك صار حقًا

أيها الجاني رويدك
تذبل الوردات لكن لا يزال شذى محياها العطرْ
تفنى الفراشات انتظارًا للصباح وليلةٍ لا ترتجي إلا القمرْ

يا أيها الجاني لديك رصاصةٌ أخرى لماذا تنتظر؟
أطلق فمنك الموت
منا نومةٌ أخرى هنا
منا الفراشات الجميلة في السما
منا الحمامات المضيئة في الفضا
أطلق
لنزرع وردةً أخرى هنا

أطلق
لنشعل شمعةً أخرى هنا

أطلق
لندفن ميتةً أخرى هنا

أطلق وقل نحن السبب
أطلق وشيع للحياة نفوسنا
فلنا مماتٌ سوف نشعله حياةْ

إلى الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة


الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)