مسافرٌ زادهُ كأسان - أحمد الجهمي | القصيدة.كوم

شاعر يمني، شفيف الروح واللغة والمعنى


253 | 0 | 0 | 0




مُسَافرٌ في دُرُوبِ التِّيهِ
مَا انْكَسَرا
وَخَلفَهُ تحتسي أحزانَهُ
الشُّعَراْ

كُلُّ المسافاتِ
في ترحالهِ عبقتْ
حُبَّا
كَأنَّ رؤاهُ أَورَقَتْ مَطَرَا

لم يَنفهِ الحُزنُ
مِن حَانيْ مَدَائِنهِ
إلاَّ عَلى حَدقاتِ المُستحيلِ
سَرَىْ

تهجّأَ الرَّملُ
من أسرارهِ صُحفًا
وكم تهجَّأَ
في ثغرِ القِفارِ قُرى!

للّيلِ
مرفأ ألحانٍ يلُوذُ بهِ
حرًا...
ليوقدَ من أحلامهِ قمرا

لم تُرهِقِ الرِّيحُ
سِرْبا منْ حَمائِمهِ يَوما...
وكمْ أُرهِقَتْ أسرابُها سَفَرا

للشّمسِ من قلبِهِ فُلكانِ:
قافيةٌ تطوي السماءَ
وحزنٌ شعَّ
فانهمرا

وللمحبةِ في جنبيهِ
موطنُها الذَّاويْ
كأنِّي بهِ من غربةٍ
عُصِرَا

لم يورقِ الوطنُ المصلوبُ
في لغةٍ
إلا تهجَّأتُ
ريّا قلبِهِ عَطِرَا

مازالَ يتلو
كتابَ النَّهرِ في دمنا
حتَّى يفيضَ على أحْدَاقِنا صُورا...

أدري بانَّ حشا صنعاءَ ينزفُهُ
شعرًا ... وألمحُ فيهِ ( الوقتَ منكَسِرا )

أدري بأنَّ ربيعًا في ملامحهِ
يستنجدُ الله فيهِ كلَّما عبرا !

وأنَّ خُطوةَ قدِّيسٍ تبوحُ لنا :
هذا الملاكُ استوى ما بيننا بشرا ...

والحزنُ أولُ معراجِ الكمالِ...
فمٌ في الغيبِ رتَّلهُ كالمشتهى سُورَا

والحربُ طفلتُهُ الأشقىْ
على مهلٍ يرنو إليها :
ألم تستلهمي الخطَرا ؟!

من أين جئتَ ؟!...
يجيبُ الحبُّ : من مهجي الأنقى
سقتهُ ضروعُ الشَّمسِ فاستعرا

من أين يهمي الأسى ...؟!
من قلبِ داليةٍ
عطشى إلى وطنٍ يستمطرُ القدرا

مسافرٌ زادهُ كأسانِ :
واحدةٌ تذرو الجمالَ
وأخرى تنبتُ الكدرا !

مسافرٌ
وبلادُ الله في فمهِ وقلبِهِ لا ترىْ
من وجدهِ أثرا !...





الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.