لوحات 2 - محمد الساق | القصيدة.كوم

شاعر مغربي صدرت له: أنشودة الليل الأخير وألقِ عصاك يا غيب. (1993-)


226 | 3 | 0 | 2



إلقاء: محمد الساق



(المرءُ يرسمُ بعقلهِ لا بيديهِ..)
مايكل أنجلو


(1)
نامَ
والجوعُ يأكلُ أحشاءَهُ،
والدقائقُ تطرقُ بابَ الأبَدْ..

هكذا عُمْرهُ كانَ يمضِي
ولم ينتبِهْ لخطَاهُ أحَدْ..

(2)
فِي الصّباحِ الذي
ابْتلعَ البحرُ أمواجَهُ فيهِ
ثمّةَ أشرعَةٌ تتَهَجّى
ملامحَهَا في مَرايا العَدمْ..
والطريقُ إلى الموتِ
بالغارقينَ ازدَحَمْ..

(3)
علَى عجَلٍ يسيرُ إلى
الفَراغِ المحضِ مُنفرِدَا..

مضى زمنُ السّرابِ
ولم يجِدْ في العُمْر ما وُعِدَا..

(4)
ظلّانِ يسيرانِ إلى جسَدٍ
تتزاحَمُ فيه الأسْرارْ..

الأولُ ماتَتْ رغبتُهُ
والثانِي شربَتْ دمَهُ الأنْوَارْ..!

(5)
الطريقُ إلى الموتِ
محفُوفةٌ بالمخاوفِ والأسئلهْ..

وحدها كلماتُ الرّثاءِ
تهيّءُ كلَّ المعانِي
وتنتظرُ الصرخةَ المُقبِلَهْ..!

(6)
مذ أحرقَتْ نارُ المسافةِ شوقَهُ
المُمتدَّ في قلَقِ الرّهانِ..

رسمَتْهُ أيدِي الرّيحِ أشرعَةً
تسافِرُ في تفاصيلِ الزّمانِ..

(7)
صمتُهُ
لغةُ الغيبِ عزّتْ عن الشّبَهِ..

والسماواتُ تحفظُ
سرَّ الحياةِ بهِ..

(8)
لكي لا أُفكّرَ فيها
أحاولُ أن أغزلَ الوقتَ نهراً
من الكلماتْ..

أراوغُ وجهَ الغياب
وأمضي وحيداً
كمَا تشتهينِي الحَياةْ..

(9)
هنا مدَّتْ يديْهَا
الرّيحُ كيْ تصطادَ
صرختَهُ.. وتحمِلَهَا إلى البحرِ
الذي شاخَتْ شواطِئُهُ
وشاخَتْ حولَهُ مُدنُ..

هنا حيثُ البدايةُ والنهايةُ..
والسؤالُ المُرُّ..
والأحلامُ تقطُرُ من سماءِ العُمْرِ شَاحبَةً،
وحيثُ الحبُّ ساعَاتٌ مُبلّلَةٌ بخيبَاتِ الرّحِيلِ..
هنا شهيداً يرقُدُ الوطَنُ..!





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)