الفراشةُ تحلمُ أنها إنسان - نورا عثمان | القصيدة.كوم

شاعرة ومترجمة ورسامة مصرية، تكتب لوحاتٍ وترسم قصائد


144 | 0 | 0 | 0




الفراشةُ تدخلُ في الحُلمِ
تغرقُ في طورِ نومٍ عميقٍ
ولكنّها لم تزل في الهواءْ

الفراشةُ تحلمُ،
هذا أكيدٌ؛
أراها وقد عَلَّقتْ نفسَها في ثباتٍ غريبٍ،
ونامتْ
كأنْ ثَمَّ خيطٌ شفيفٌ يُهدهدُها في مِهادِ السماءْ

حُلمُها، هل يكونُ بحقلٍ مِن الزَّهرِ؟
هل ثَمَّ ذاكرةٌ للفراشةِ؟
هل ثَمَّ عِطرٌ أثيرٌ لديها؟
وهل حين أُمسِكُها في حنانٍ ستصحو،
وتضربُ أجنحةً رقّشتْها الطبيعةُ،
بالأزرقِ الحرِّ، يغمرُ حقلاً مِن الهِندِباء؟
.....

الفراشةُ تحلمْ،
بينما لا دليلَ بأنَّ الفراشةَ تحلمُ،
كانَ لديَّ يقينٌ،
بأنَّ الفراشةَ تشهدُ شيئًا خفيًّا،
وأنَّ الفراشةَ تبصرُ مُغلقةً عينَها..

ها هو الحُلمُ يُخبِرُ عن نفسِهِ:
إذ أراها وقد هبطتْ نحو جسمي مُنوَّمَةً،
ثُمَّ يأخذُ مَنحًى عجيبًا
وقد قَبَّلتْني على شفتيْ!

هل أنا نبتةٌ في عيونِ الفراشةِ
أو شفتيْ زهرةٌ؟
أم هو الحُلم يخلقُ منّي نباتًا
ومِن شفتيْ زهرةً؟!
أو لعلَّ الفراشةَ مَن أصبحتْ بَشَرًا؛

لستُ في حُلمِها
كي أقرِّرَ،
لكنّها قَبَّلتْني
كأن نوعُنا واحدٌ:
وكأنَّ كلينا نرفرفُ في حُلمِها
أو كأنَّ كلينا -بهِ- كائنانِ مِن اللحمِ والدمِ والعظمِ

أُدرِكُ صحوي،
وأعلمُ أنّ الفراشةَ تحلمُ

أنَّ الفراشةَ مَن وجدتْ نفسَها ذاتَ حُلمٍ
تعيشُ كشخصٍ
وأنَّ الفراشة مَن سوفَ تفتحُ شرنقةَ الحُلمِ، إذ تتيقَّظُ مِنهُ،
على الأزرقِ الحرِّ،
والشفقِ القرمزيِّ،
يضمّانِ حقلاً بديعًا مِن الهِندِباء..

والفراشةُ -بالحبِّ-
تحلمْ




الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)