شاعرٌ سوريٌّ (1980-) يمنحُ القصيدةَ عكّازتين لتتّكئَ عليه.
1639 |
0 |
0 |
0
0 تقييم
إحصائيات تقييم قصيدة "آخر رسالة من أبي
" لـ "حكمت حسن جمعة"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "آخر رسالة من أبي
" لـ "حكمت حسن جمعة"
آخر رسالة من أبي
0
مشاركة القصيدة
درعكَ الموت.. لا تنسحبْ
سوفَ تمضي طويلاً على درجِ العمرِ
و القلبُ يصغي إلى وقعِ عكَّازِكَ المضطربْ
الحصى في طريقكَ، تمضي بساقيكَ
نحوَ السقوط
و للشوكِ تاريخهُ في يدٍ تمسحُ الحزنَ عن حاجبيك
و لكنَّ عينيكَ مثقلتانِ بما فيهما من تعبْ
ثمَّ تدركُ أنَّكَ تمشي على الجمرِ و الجرحِ
سكّينُ حزنكَ يخترقُ العظمَ
ما زال طعمُ الحريقِ على قدميكَ
و ما زلتَ تقتات ريقكَ
و الشوكَ .. و الغصّةَ المستعارةَ
في لحظاتِ الغضبْ
يصادرُ من شفتيكَ الرسائلَ
بوحَ الأغاني .. الصلاةَ الأخيرةَ .. و الكلماتِ المريرةَ
حينَ تساقُ إلى ساحةِ النطعِ و الكلُّ تشخصُ عيناهُ
تنهشُ منكَ العظامْ
أبصرتكَ عيوني
قميصكَ ردَّ ليَ الروحَ .. و البوحَ
بالكلماتِ الغريبةِ :
للذئبِ يا ولدي مخلبان
و آثارُ مخلبهِ فوقَ صدركَ تحملُ قبراً
لشيخٍ ينامْ
ثمَّ يصحو على صوتِ ضلعٍ تكسّر
أو طقطقاتٍ لوقعِ خطاك كأنَّ الطريقَ يداك
الطريقُ طويلٌ و هذي الحقائبُ جاهزةٌ للرحيلِ
و لكنْ جناحاكَ شمعٌ و شمسُ البدايةِ محرقةٌ
و السقوطُ على ضفَّةٍ لا تنامْ
كانَ يحرقُ في شفتيكَ الكلامْ
ثمَّ تغفو على ضفَّةِ النأي و الناي
أمّكَ تسألني كلّ يومٍ لماذا وحيداً .. بعيداً عنِ الناي كنتَ تغني
و بحّةُ صوتكَ تجتزُّ قلبي
لماذا تخبّئُ في العينِ برقاً وفي الكفِّ جرحاً
و صوتك شهقةُ موتٍ قديمْ
حينَ تبحرُ عيناكَ في رحلةٍ لا نهائيّةٍ
تتأمّلُ صورةَ أمكَ و هيَ ترتِّقُ شقَّ قميصكَ
تمسحُ عنهُ أظافرَ ذئبٍ لئيمْ
و أباكَ الذي ذرفَ العمرَ يصنعُ من بين هذي الركاماتِ
عكّازتيكَ الهشيمْ
و يخطُّ بخطٍّ رديءٍ رسائلهُ
ثمَّ يرسلها كالسرابِ إليكَ يقدّمُ أعذارهُ عن قروشٍ
يقدُّ أصابعهُ .. ثمَّ يشعلها كالشموعْ
و هيَ تشتاقُ للريحِ حيناً فتطفئها
و هي تذوي و تومِضُ فوقَ جدارٍ بعيدٍ يضيعْ
هارباً من ثقوبِ سمائكَ هذي النجومُ شبابيكُ قد سئمتها الحِقَبْ
شاخَ ومضكَ فيها هيَ الآنَ إذْ رحلت سنواتُ الصبا
لنْ تردَّ لكَ النايَ قد ضاعَ صوتكَ لا ترتَقِبْ
من صداهُ سوى دمكَ المنسكبْ
من تجاعيدِ وجهكَ حينَ تنامُ عيونُ الصباحْ
الصباحُ قتيلٌ يشيّعُ جثّةَ قاتله
فأراكَ على طرفِ النعشِ تبسطُ كفيّكَ
لا تجعل الكفَّ مغلولةً فالصليبُ فسيحٌٌٌٌٌ
و عنقكَ ينفر من عبقِ الدم
حينَ تفيضُ عيونُ الجراحْ
و كأنّكَ متَّ كأنّكَ لم توصدِ البابَ خلفكَ
لم تكترثْ لصريرِ الرماحْ
و هي تكتبُ آخرَ سطرٍ بصفحةِ صدركَ
آخر ما تحملُ الريحُ من كلماتِ أبيكَ ؛
بنيّ .. و للرمحِ في الحلقِ حدانِ
أحلاهما علقمٌ كيفَ لي أن أخبّئَ عن أدمعي غصة
كيفَ أكفرُ باللامكانِ الذي كانَ يجمعنا
شاهرينِ على بعضنا وردتين
و شربةَ ماءٍ و رشقةَ عطرٍ عتيقٍ مباحْ
أم تضيعُ النهايةُ في دمِ عينيكَ موحلة
يا بنيّ و عمركَ مملكةٌ من حريق
و دربكَ مرويّةٌ بالندى
و قناديلُ هذا الطريق ستطفأُ عمّا نسيمٍ
و تنثالُ في لجّةِ الماءِ كلُّ المناديلِ
يسبحُ في دمكَ النهرُ لكنّني ههنا واقِفٌ
و لتهبَّ الرياحْ
الآراء (0)
نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)