غواية

مَــا لـهذا الـسِّحر الـذي يـعتريني
بــاضـطـرابٍ بــرعـشـةٍ بـجـنـونِ
‏
مـن شـفاءٍ أو مـن جـوابٍ حكيمٍ
غـير وهـمٍ مـن الـحديثِ هـجينِ

حــيـن تـبـديـن كـالـصباح، أَسِــرٌّ
يـتـغاوى كـما الـضياء الـحزينِ؟!

حـيـن تـبـدين تـهـتكين حـجـابي
بـــقـــرارٍ وتــمـلـئـيـن عــيــونــي

ليس في الوجه وحده، إنما السِّرُّ
بــــــروحٍ مــعــتَّــقٍ بــالــسُّـكـونِ

يـالـهذا الـجـمال كـيـف تـجـلَّى؟!
فـيـه شـيءٌ مـن الـخلود الـفتونِ

يــالـهـا لــفْـتـةٌ؛ ويــنـبـض فـيـهـا
كـل ما في هذي الدُّنى من فنونِ

وجـهُ من ذي؟ قالوا، فقلتُ: نهارٌ
أو ربــيــعٌ لـلـطُّـهـر أو لـلـمـجـونِ

أو كَـنَـايٍ خـلـف الـغـيوب تـدلّـى
كــهـلالٍ مـــن الـصـبـا والـلـحونِ

يــالَـهُ وجـــهٌ عَـبْـقريٌّ تَـهـادى الْـ
حُـسْنُ فيه كالعطر في الياسمينِ

أنــا أحْـيِـيهِ فـي خـيالي كـذكرى
لست أجني سوى هشيم الظنونِ


طارق السكري