وَدِدْتُ لو تَسْكُبينَ البَحْرَ في قَدَحٍ - حكمت حسن جمعة | القصيدة.كوم

شاعرٌ سوريٌّ (1980-) يمنحُ القصيدةَ عكّازتين لتتّكئَ عليه.


2321 | 0 | 0 | 1




وَدِدْتُ لو تَسْكُبينَ البَحْرَ في قَدَحٍ
حَتَّى إِذَا ظَمِئَتْ عَيْنَاكِ أَسْقِيْهَا

حَاوَلْتُ ..حَاوَلْتُ لاَ بَرٌّ يُعَانِقُنِيْ
وَلاَ قِلاعٌ بِرَمْلِ الحُبِّ أَبْنِيْها

أَكُلَّمَا أَدْمُعِيْ أَخْفَيْتُهَا احْتَرَقَتْ
بِجَمْرَةٍ مَا يَكَادُ الدَّمْعُ يُطْفِيْها

تَجَمَّدَتْ دَمْعَتي فِي الحَلْقِ تَحْطِمُ بِيْ
صَوَّانَةً لمْ تَزَلْ في القَلْبِ تُؤْويْها

وَدَمْعَةٍ حَاصَرَتْ عَيْنَيْكِ في خَجَلٍ
دَأَبْتُ أَسْأَلُ قَلْبي عَنْ مَعَانِيْهَا

لاَ عُجْبَ مِنْ ظَمَأِ البَحَّارِ فِيْ سَفَرٍ
إِذْ تَخْنُقُ الغَيْمُ دَمْعَاً في خَوَابِيْهَا

أَمْضِي وَلم يَلْتَفِتْ قَلْبٌ وَلا حَدَقٌ
بَعْضُ الدُّموعِ الْتِفَاتَاتٌ تُدَارِيْها

كَمْ يَشْحَذُ الدَّهْرُ في جَنْبَيَّ خِنْجَرَهُ
إِذْ تَكْنُسُ الرِّيْحُ أَشْوَاقاً أُخَبِّيْهَا

فَلْيُنْجِزِ البُعْدُ في حُبِّيْ مَهَمَّتَهُ
حَقَائِبَاً وَالرُّجُوعُ المُرُّ يَطْوِيْهَا

كُلُّ المَفَاتِيْحِ لَمْ تَصْلُحْ لِبَابِ دَمِي
فَلْيُغْلَقِ القَلْبُ عَنْ دُنْيَا يُرَبِّيْهَا

وَلْتُطْفِئِ الرِّيْحُ مِشْكَاةً عَلَى أَلمَي
يَدٌ أَمَامِيْ يَدٌ خَلْفِيْ أُوَارِيْها

هَلْ عَانَقَ الصَّقْرُ يَوْمَاً مَنْ يَتُوْقُ لَهَا
إِلاَّ لِيَسْقُطَ مَيْتَاً فِيْ رَوَابِيْهَا

لَمْ تَكْتَمِلْ بَعْدُ يَا حُبِّيْ رِوَايَتُنَا
قَدْ يَظْمَأُ البَحْرُ أَحْيَانَاً فَيَرْوِيْهَا

وَلْيَشْرَبِ البَحْرَ مَجْنُوْنٌ وَلَوْ مَلِحَاً
تَكْفِيْ عُذُوْبَتُهُ أَنْ دَمْعَتِيْ فِيْهَا








الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)