فــــي حــضــرة الــغـيـاب - طارق السكري | القصيدة.كوم

شاعر يمني حاصل على الماجستير في الأدب والنقد (1975-)


207 | 0 | 0 | 0




‏‏‏عَــمَّــاذا؟ فـالـمـعنى سِـــرُّ
كـالزّئبقِ .. أعـياني الـحَفْرُ

فــي رأســي مــدنٌ قـائمةٌ
حـاكِـمـها الـشَّـاعرُ والـفـقرُ

الــرّيـحُ تـجَـمَّـد خـاطـرُهـا
فـوقي.. وأنا خمري الجمرُ

عـمَّاذا؟ عـن وطـنٍ أشـهى
مِــمَّــاذا؟ غَـيـمـتُهُ الـقـفْـرُ!

عـن حائطِ مَبْكىً يسكنُني
يركضُ بي .. يتناءى العمرُ

تـبكي مـن حـولي أشـجارٌ
فـي أعماقي يبكي الصخرُ

بِـجَـبـيني إنــسـانٌ يـبـكي
يـأخـذني .. يـبكينا الـهجر

وعــلـى أكـتـافـي أسـمـعهُ
يـبكي قـلبُ الماضي الحرُّ

أبدو لي.. أُوقِفني .. ماذا؟
غـيـري مِـن كـلماتي مَـرّوا

كـنـخـيلٍ أتـشـظّـى سـهـراً
فـي لـيلي يحرسني الذُّعرُ

كـنـجـومٍ تَـخِـذَتني عُــوداً
أوتــاري الـدّمـعةُ والـشـعرُ

سـأغنّي ، مـا ضرّ وجودي
لــو غـنّـى الـمـقهورَ الـقـهرُ

قــد خُـلـقت أيـامـي عـبثاً
لـكن .. سـيدور بـيَ الدَّهرُ

سـأحرر مـن سجني قمري
لـيـمـونـاً يـشـربـه الـفـجـر

وتـعود إلـى الـدَّارةِ سَلمى
كـالـشمس يُـكـلِّلها الـسِّحرُ

ويـعـود الـشّـعبُ لـحاضرهِ
كــنـبـيٍّ جَـــدَّ بـــهِ الأمـــرُ

ويُـقـيـم جـــداراً مـنـهـزماً
ويُواسي ما واسى الخِضْر

يـصـنع مِـن مـهجتهِ خـبزاً
وعــلـى الله بــذاك الأجــرُ

يَـتخلَّل في الشعب شعاعاً
لــلآتـي .. يـغـمـرهُ الـفـكـرُ

تـعـشقه الأرض ويـعـشقها
ويُـوافـي بـالـشكر الـشـكر

طارق السكري
ماليزيا
٤ إبريل ٢٠٢٢


الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: