العيد عيد العافية .. !! - طارق السكري | القصيدة.كوم

شاعر يمني حاصل على الماجستير في الأدب والنقد (1975-)


294 | 0 | 0 | 0



عيدُ العافيَةْ

"العيدُ عيدُ العافيةْ"
عَشَمُ الفقيرِ وَتَسْلياتُ المُعدَمِ
ومُنىً تلوح كمثل فجرٍ مُعْتِمِ
خدعوهُ عن ثرواتهِ
واستفردوا بالمغنمِ
حرموهُ من حقِّ الحياةِ
ولوّثوا شَرَفَ الحياةْ
صلبوهُ في حبلِ الكلامْ
لكنّهُ..
رَغْماً
أصَرَّ على المسيرْ
العيدُ عيدُ العافية !
قال الفقيرُ: بلى ، وَهدَّم كوخَ عزلتهِ
وجاء كما النَّهارْ
غنَّى وغنَّتْ بِاسمهِ شفةُ النَّهارْ
ومضى يُسبِّح باسمِ خالقهِ الكبيرْ
الواهبِ المِنحِ العِظامْ
قال الفقيرُ " الأرضُ ياسلمى " تعودُ
كما يعود العيدُ مِن عامٍ لعامْ .

العيدُ عيدُ العافيَة
ويدٌ قمرْ
رَغْم الدَّيَاجي القاسيةْ
رَغم الغيومْ
تبدو على قُننِ السُّطورِ العاليةْ
كالصَّقرِ
يَهوي مِن عَلٍ ..
رَغْمَ انشعابِ جَناحهِ
رغم انفتاقِ جِراحهِ
لكأنَّهُ يطوي الفؤادَ على حجرْ !

أو كالرَّبيعِ يُطلُّ من بين السَّحابةِ
أو كأقواسِ المطرْ .

كلُّ الحروفِ بدتْ مصابيحاً على الدَّربِ الطويلْ
والسَّطرُ كيف يكونُ ؟
ينتهبُ الرَّحيلْ
طُرُقٌ إلى الحرِّيَّةِ الخضراءِ
مُشْرَعةٌ
وحاديها هديلْ
اللهُ فرحتُنا الدَّليلْ
اللهُ بسمتُنا السَّبيل .

العيدُ عيدُ العافيَة
عيدُ الطفولةِ وهي تهطل كالصَّباحْ
فوق البيوتِ
وعند أطراف الرَّصيفِ
وفوق أشجار النَّخيلِ
وفوق أعشاب الحديقةِ
فوق أزهارِ الأقاحْ .

عيدُ الطُّفولةِ
وهيَ تنثر باقةً من أغنياتٍ
في طريق الشِّعرِ
تُحْييِ
مَيَّتَ الحبِّ القديمْ
في بني الإنسانِ
تُحْييِ ميَّتَ الحبِّ القديمْ
وَهيَ تنزل في العميقِ من الشعورْ
وتهزُّهُ -حتى يَفيقَ- من الجذورْ
الدِّيكُ صاحْ
هيَّا أفِقْ
طلع الصَّباحْ
طلع الصَّباحْ .

عيدُ الطُّفولةِ وهيَ تجلو عن مباسمها ثريَّاتِ النّجومْ
عيدُ الأمومةِ وهيَ تغسل عن جبين الأرضِ
مِن دعواتها
قلقَ التَّجاعيدِ
وأعباءَ الهمومْ .

العيدُ عيدُ العافيَة
والجَوُّ من عبقِ التَّوَاشيحِ العَريقةِ
والهتافُ الحُلوُ
من قلب المنائرِ
والمنابرِ
والمحاريبِ العتيقةِ
غيْمتانِ مِن النَّغمْ
يَتنزَّلانِ على القلوبِ ، ويُمطرانِ
بِرقَّةٍ
كالوردِ
نهراً مِن نغمْ
ويُحلِّقانِ على جناحٍ مِن نغمْ
ويغادرانِ ،، وليس ثمَّةَ مِن ألمْ .

العيدُ هَلَّ
فألفُ حَمْدٍ يا إلهي عَدَّ ذرّاتِ
المياهِ
وعَدَّ ذرَّاتِ الرِّمالِ
وعدَّ ذرَّاتِ الضِّياءِ
وعَدَّ ما دوَّتْ بهذا الشعبِ: لاااا
في وجهِ مَن قالوا: نعمْ .

ومعي كنقَّار الخشبْ
قلمُ الغضبْ
لكنَّهُ..
في مثلِ هذا اليوم يرقصُ مِن طربْ
متعبِّداً للهِ لايُبدي السَّآمةَ والتَّعبْ
العيدُ عيدُ العافيَةْ
حتى وإنْ نزفَ الفؤادُ مِن التَّعب ْ.

طارق السكري
ماليزيا
1 مايو 2022




الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.




أغنية يتيمة لراعية يتيمة
( 554 | 0 | 0 )
مأرب بواكير الضوء
( 552 | 0 | 0 )
في وداع العميد / عبدالغني شعلان
( 521 | 0 | 0 )
وقرأت ..
( 484 | 0 | 0 )
بانوراما أبراج ال KLCC
( 452 | 0 | 0 )
صباحُ الهزيمة
( 447 | 0 | 1 )
سارق النار
( 397 | 0 | 0 )
حتى تمرّ العاصفة
( 321 | 0 | 0 )
فــــي حــضــرة الــغـيـاب
( 295 | 0 | 0 )
عيديَّة
( 294 | 0 | 0 )
غواية
( 293 | 0 | 0 )
لبَّيْك ..
( 285 | 0 | 0 )
وحدك أنتِ
( 263 | 0 | 0 )
الشِّعرُ يأتي واحداً
( 256 | 0 | 0 )
بيني وبين الجَوَّال!!
( 159 | 0 | 0 )
الفارسة السعودية نور الجبر في خيمةِ بدويَّة .
( 26 | 0 | 0 )
قافية الوعل
( 25 | 0 | 0 )
شكرا يا أنا
( 23 | 0 | 0 )
لماذا لي الحزن؟
( 23 | 0 | 0 )
تضامنا مع وقفة احتجاجية للمعلّمين .
( 22 | 0 | 0 )
هــــكـــذا قـــــــال الـــشــعــر .. !
( 22 | 0 | 0 )
أهلاً .. وسحقاً
( 22 | 0 | 0 )
أسرج حصان الريح
( 21 | 0 | 0 )
أزهارٌ للبكاء الأخير
( 21 | 0 | 0 )
لسلمى
( 20 | 0 | 0 )
طباخة الهواء
( 20 | 0 | 0 )
معايدة ألقيت في فعالية الجالية اليمنية بماليزيا
( 19 | 0 | 0 )
على طريق سفر
( 19 | 0 | 0 )
ورقاء
( 17 | 0 | 0 )
من أغاني الرِّفاق
( 17 | 0 | 0 )
يا صورتها!
( 15 | 0 | 0 )