الريح العالية تماما - عبد المنعم رمضان | القصيدة.كوم

شاعر وكاتب مصري حاصل على جائزة كفافيس عام 2000 (1951-)


144 | 0 | 0 | 0




لن أكفَّ عن النوم – فوق السرير الموازي لغرفة أمي، ولن أتوقَّفَ عن أمنيات الصباح بأنْ تضع الشاي في غرفتي، لن أغادر هذا المكان إلى غيره، قبل أن تستعين عليّ برغبتها في الذهاب إلى السوق، سوف أمرِّر كرسيَّها الخيزران إلى البلكونة، سوف أطلُّ على امرأة غازلتني، فلما رأت لغتي كالقطيفة، عادت إلى ثوبها، بعدما أتنفَّس رائحة العابرين، أهيئ أنسجتي، وأنفّض أركانها، في مكان قصيٍّ يكون الغبار قليلا، سأتركه، سوف أترك أغنيَّتي تحت أقدام أمي، وأترك بعض الوصايا:

مها سوف تأتي، املئي جوفها بالحنين إلى نخلتي، قبّليها، دعي خطوها يتلكأ، وابتسمي إنْ تهادت إلى غرفتي، قاسميها الحكايات عن جدِّك البدويِّ، الذي كان يملك عبدا، ويملك بعض الجرار المليئة بالذهب، انتظري كي ترَىْ صوتك الحلو يمشى أمامكما، قاسميها الحكايات ثانية، كيف كانت لجدِّك إمرأتان، امنحيها القليل من الوقت كي تتنفّس، حين تلحُّ عليك حكاية درويش قريتك، ابتدئي بالنبوءة سوف يجيء الزمان الذي يتكلم فيه الحديدُ، وقولي لها: إنَّ درويشكم كان يلبس قبَّعةَ الشمس حين يشاءُ، ولا يتحرّك حتى تسافر، سوف أعود هنا، عندما تنطقين : تسافر، سوف أفاجئكما، وأفاجئها وتهمُّ، فأمسك راحتها، بعد ما تتدلّل آخذها من دراويشك الطيِّبين، سندخل منسدلين على بعضنا.

كلما نغلق الباب، سوف نفكّر، كيف سنفرش كل حكايات أمي على الأرض كيف ننام معا في فضاء به جرّة المال، والعبد، والمرأتانْ.
سوف نترك في البلكونة كرسيِّها الخيزرانْ.
.
.
.

: - كوّمت شموسا في رَحِمِي
فامتلأت رَحِمِي
-كيف تراني؟

: - خبزا خبزت أمي
ثم اغتسلتْ
لبست ثوبا كالفستانِ
وكانت حين تمرّ أمامي
تنبسط الأفنيةُ
وتسقط عن عيني الجدرانْ.





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)