أغنية نفسي - عبد المنعم رمضان | القصيدة.كوم

شاعر وكاتب مصري حاصل على جائزة كفافيس عام 2000 (1951-)


286 | 0 | 0 | 0




لو أني مِتُّ
فماذا أفعل
سوف أحاول أن أضع الأشرطة
على كتفيَّ
وأن أتريّض في ملهى ليلى غفل
وأقابل أصحابي قرب هبوط النهر
وأن أتلفَّت كالخارج من حلم
حتى ينسى الدركيون استيقافي
وسؤالي عن أشعاري الأولى
ومطاردتي كي أعترف
وأخبرهم
عن أين تكون قبوري
ومنازل من كان معي في الظل
وعن أوراقي:
لقبى، واسمى واسم أبى
والمهنة، والجنسية، وديانة أجدادي
واسم الأم، وعنوان القابلة
وكيف ولدت
سينسون التنبيه علىّ بأنى متُّ
وأنى يجب عليَّ الحيطةُ
والتفكير طويلا
فيما كنت سأخلع ثوبي،
أدفن تحت الجسر عصاي،
وأخفى عن عائلتي بعض نواميسي
وأدبّر ماذا أفعل لو جذبتني الأرض إليها
فانفرطت أعضائي
كيف ألملم ما يتساقط منها
كيف سأحفظه
كي ذات صباح
أقدر أن أسترجع جسدي
وإذا ادّحرج رأسي منى
وانفلتت أقدامي
نحو سهول مستوحشة
تفتح شِدْقيها
وتدل على أني استسلمت
وصرت شظايا
سوف أحاول أن أتشبث
بالشفتين الظامئتين
سأمسك طرف لساني
ألعقه كالكلب الجائع
ثم أعلّقه في أعلى صوت
يمشى خلفي
وأناديك كثيرا
يا أيتها
هل أعددت قوائم مدعويك على المائدة
العيارين وأرباب المهن اليدوية
والأطفال وبعض القادة
والشعراء الجوالين
وحرس الشرف وضباط الإيقاع
وهل أحضرت الفاكهة
استعملت ملاعق تشبه ماشية بيضاء
مزجت الماء الساخن بالأعشاب وماء الورد
وبعض السُّكَّر
هذا القدح جديد
أذكر بعض رموز عن أبراج تنزف منه
وأذكر
كان الحوت وكان الدلو، وكان الميزانُ
قد اجتمعوا فوق خطوط الماء ونالوا مني
هل أحضرت إذن أشياء أخرى
الكرواسون
نعم.. انتظري
صار هواؤك معتدلا
ورياحك مثل النوم ترفرف
وأوانيك جميعا قد جهزها الرب
لتسحب من آنيتي كل الماء الدافق
سوف أحاول أن أتشبث
بالشفتين الظامئتين
وبالأسنان
وسوف أعلّق طرف لساني ثانية
في أعلى صوت
أتركه كي يلهث
بعد قليل
أسمعه يترجرج
يقرأ معك كتاب النور
وسفر الشهوات الغامضة
ويحمل ذكراها
يهديها للشيخين
الشيخ كفافي كاهن باب الجنة
والمعتزل وحيدا في منزله الشيخ أكيرا
وإذا التف ذراعك حولي
أحذر أن تتساقط منه الأوقات المنسية
أن نبقى ظلين ومهجورين
وأن نتوارى حين تحل الظلمة
أهبط بئري
أبلغ منها القاع
أشم سوائل تجعل منى طفلا
أسرقها
فأصير كما قد كنت
أشاهد ممتلكاتي
آخذ منها ما أحفظه كي أسترجع جسدي
وأرتبه فوق سرير أبيض
أنظر كيف يعود إليه الرأس
وأصوات الأقدام
وكيف سأبعث
كالمستيقظ توا من رقدته
أسأل نفسى
لو أني أُحييتُ فماذا أفعل؟
سوف أحاول أن أضع الأشرطة على كتفيّ
وأن أتريّض في ملهى ليلى غُفْلٍ
وأقابل أصحابي قرب هبوط النهر
وأن أتلفَّت
كالخارج من حلم.





الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.




التَّعويذَة
( 385 | 0 | 0 )
ضد الحلم العادي
( 351 | 0 | 1 )
أناشيد القيامة
( 350 | 0 | 0 )
الريح العالية تماما
( 332 | 0 | 0 )
شرفةٌ على الميتافيزيقا
( 314 | 0 | 0 )
فاتحة النشيد
( 312 | 0 | 0 )
كأنه الطريق
( 310 | 0 | 0 )
الأيام الثمانية الأخيرة لملاكة
( 303 | 0 | 0 )
خطوات الحطاب
( 299 | 0 | 0 )
ليلى مراد
( 295 | 0 | 0 )
جنازة والت ويتمان
( 295 | 0 | 0 )
نخالة الحروف
( 286 | 0 | 0 )
مشهدُ العَرق النَّاضج
( 283 | 0 | 0 )
الرسالة الثالثة: إلى مها
( 277 | 0 | 0 )
الصّليبُ الجَميل
( 276 | 0 | 0 )
كتاب أنا راحل في انتظارك
( 274 | 0 | 0 )
هل أصبحت عجوزا حقا
( 274 | 0 | 0 )
فيروز
( 265 | 0 | 0 )
فاطمة
( 262 | 0 | 0 )
إغلاق الغابة ليلا
( 261 | 0 | 0 )
التنظيف الإجباري لكليوباترا
( 261 | 0 | 0 )
مولج اليمامة البيضاء
( 259 | 0 | 0 )
العاشق
( 248 | 0 | 0 )
حلم
( 241 | 0 | 0 )
الإسكندرية
( 233 | 0 | 0 )
العالية
( 192 | 0 | 0 )
الرسولة 2
( 187 | 0 | 0 )
الحفل
( 182 | 0 | 0 )
نساء الخليلِ بنِ أحمد المرحات
( 175 | 0 | 0 )
نشيد الأنشاد
( 167 | 0 | 0 )
التعويذة
( 162 | 0 | 0 )
الرسولة 1
( 155 | 0 | 0 )
عرّيفةُ الطيور
( 144 | 0 | 0 )
كتاب الفقد والحكمة
( 143 | 0 | 0 )