ليلى مراد - عبد المنعم رمضان | القصيدة.كوم

شاعر وكاتب مصري حاصل على جائزة كفافيس عام 2000 (1951-)


109 | 0 | 0 | 0




كان أقرب من عاونوها على النوم في شرفة البيت ذاك الفراغ الذي يتلاعب فيه الملائكة المتعبون بأنفاسهم، لم نزل نتظاهر بالإغتلام إذا تركت باب غرفتها موصدا، سوف لا نتدرب في الليل كيف نمر على جسمها بأصابعنا، سوف نترك عشاقها يلجؤون ويستأجرون قراصنة عاطفيين يمشون في الطرقات، يباهون كيف إذا أقبل الليل، ليس بمقدورهم أن ترفرف أحلامهم دون أن تتأرجح بين يديها المعطّرتين ورقّة أعضائها، في الصباح تكون البواكي على أهبة الصحو، بعض الكوى وخروم النوافذ والمشربيات تفرغ مخزونها من زفير تكاد به هامة الليل لو تتفتّت بعض الكوى والنوافذ تحجز هذا الزفير وتخفيه خشية أن يستدل على غيرهم، والنساء ذوات الملاءات يحتجن أن تهدأ الريح كي يستطعن إعادة أردافهن وأعطافهن إلى لغة لم تزل هي أصل اللغات، النساء المسنّات ييأسن من نظرات حلمن بها ذات أمسية فتجهزن بالكحل والعطر والروج والضحكات المغطاة خلف انفراج الشفاه لحاجتهنَّ إلى ذَكَرٍ سوف يتبعهن إلى الحجرات، بعيدا عن الجاذبية أسأل عن فتيات البيوت اللواتي أضأن الشموع ولم ينتهزن سوى فرصة النطق بالكلمات، وقد يستطيع الحنين الخفيف إذا شاء أن يكشط الفجوات العميقة، يكشط رجرجة الصوت عن بعضها، ثم ينزعها ويزيل مواد التصاق الحروف، فلا تملك الفتيات الذهاب إلى ما يراودهن ويمكثن حيث تكون الطبيعة قد خرجت للحاق بما يجعل الشمس أكثر حذرا، هنالك سوف نرى كيف يخرج من بيته الآلاتي العجوز، ويمشى بمفرده في اتجاه مكان نفكر كيف سيملأه العاطلون عن الحب، كيف سيصعد سلَّم هذا المدرج، لا يستطيع الضباب سوى أن يكون الحجاب الذى سوف يجعل جمهوره لا يراه تماما، هنالك سوف يحاول أن يتماسك، يشرب بعض النبيذ، ويحضن آلته ويدندن، والناس يختبرون شجاعتهم في انتظار الوصيفات، ثم القيان، الحرائر، ثم التجلي الأخير، وينسون بعد قليل نوازعهم في الهجوم على الآخرين، وأفواههم تتسلل منها الحرائق نحو السماء، يشمّون رائحة الله والياسمين، يشمّون رائحة المطر المتبقي لدى بعضهم منذ عهد الطفولة، يحنون قاماتهم، يسمعون المحبة فوق زجاج الشبابيك ترسم أقدامها، وهنالك سوف نرى كيف تخرج من بيتها زوجة الآلاتي العجوز، وتصحب هذى الفتاة، تساعدها، وتدلّك أطرافها قبل أن تستجيب وتصعد سلّم هذا المدرج، تلمع مثل البحيرات قبل الغروب، ومثل أصابع سرية فوق آلة جيتار سوف تدب بأقدامها فوق سطح السفينة، سوف تهيج وتوقظ بحارة نائمين لتصبح أول قبطانة، هكذا ستزيح الضباب، تكوّمه تحتها، ربما لا تكون الحشود قد استخدمت ذات يوم إرادتها في العلو إلى ذروة حيث تبدو الطبيعة طيِّعَةً هكذا، كان فرخ حمام ونورسة يلقطان حبوب اللقاح من الماء، كان ديوك وبعض عصافير، ريش كثيف، على الأرض، بهو تمر عليه الخيول ولا تلمس الرمل، كان بيوت على سطحها عاشقان، وكان فم يتساقط منه الثناء على الروح في سعيها خلف صوت البيانو، وخلف فناء بنى سوره الندماء، سيزعم أولهم أنه من شعاع، وأن هناك على الرغم مما يقال سبيلين، أن تتجدد عافية السور، أن يتجدّد طابوقه عندما يذهب الناس نحو الشؤون الصغيرة، أو يتهاوى إذا صعدت فوقه روحانيتهم. ومضت في اتجاه السماء، ترى نفسها هكذا مثل شهوة هذى الفتاة التي انتصبت كلها في العراء، التي كلما أوشكت أن نرى جسمها ناعما صعدت فوقه بالغناء.





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)