ظلالٌ على جالِ السَّراب - أحمد اللويم | القصيدة.كوم

شاعر سعودي (1961-)


373 | 0 | 0 | 0



مِن (لا أدري) يهبِطُ حُلْمٌ
كلَّا ... هو فوقَ الحُلْمِ
ودونَ المَسّْ

من (لا شيءٍ) غيبيٍّ
فوضى تنسلُّ إلى
مرآةِ الحدسْ

يتسربُ بعضٌ منها للمجهول

والبعضُ يثيرُ جدالًا بين
المعقول
وغير المعقول

والبعضُ رذاذٌ قَطَّرَهُ اللاوعيُّ
بماعونِ الوعيِ
المذهول

وخيالي
يصعدُ ... يصعدُ ... يصعدُ ...
حتى سقفٍ يشهقُ فيه
الحسّْ

أَعْبُرُ سُحْبَ دخانٍ يلهثُ فيها التأويل

تسقطُ من عينِي أسمالُ الواقعِ

يعرى التأويل

ها إني أقتحمُ الوادي الهاجسَ
أقبس نارا من نور

أسمع همسا يجتاح الصمتَ
تلظَّى كالجمر … كأنفاس التنور

أرجع أنظم لؤلؤَ حلْمٍ منثور

الليل يزرِّر في الآفاق الظلمةَ
ينفش ريشا من ضوضاء اليأسْ

يعصر في وحل الظلّ
سرابا من أوهام
تقطر من صدغيهْ

ينفض ردنيهْ

يغلق عينيهْ

يصمت حتى نامت أصداء الظلمةِ
في أذنيهْ

لكني
لم أخلعْ أثوابَ القلقِ السود

لم أملأْ قِرَبي الظمأى

لم أطفئْ في عيني هذا الليل

لم أوقظ فجرًا
يقتحمُ الوكناتِ الكسلى
تسألني عن همسٍ
لا يشبهه ... همسْ

من وجعٍ تطفرُ فيه الأشباحُ أعود

أهرولُ كالنفَسِ المشبوبِ
بنارِ الخوف

أعتقُ صمتي في بوتقةِ الأملِ
المختنقِ
المكدودِ الجذوةِ
تحتَ رمادِ الوقت

في آخرِ منعطفِ الحُلْمِ
سمعتُ أنينَ الليلِ
المنقادِ بأصفادِ
اليأسْ

ألقى في الأفْقِ عباءتَهُ
وعلى عكازتِهِ العرجاءِ توكأَ
ينظرُ من ثقبِ الأسحارِ
رمى عينيهِ بقارعةِ التيهِ
وشدَّ الْعِمَّةْ

ها إني أبصرُ في أقصى العَتْمَةْ

شيئًا يسقط من جفنِ الظُلْمَةْ

ويكادُ سرابٌ يُغرقني
يَجرفني للقاعِ المكتظِّ
بأوحالِ الوهمِ
الشكِّ
الخوفِ
الصمتِ
البؤسْ

في ضفته لوَّحَ لي قنديلٌ أعشى
بالكادِ رأتهُ عينايَ

تقاطرَ منْهُ الضوءُ ... نشيجًا

وهناك أرى نورسةً أنثى
تلتفُّ بصمتٍ مهموم

وضبابًا
يتنفسُ فيهِ الشاطئُ أرواحَ الموتى

ووجومًا
يُلقي فوقَ البحرِ رذاذًا
أثقلَ من وجعٍ منسيٍّ
في كوخِ فقيرٍ ...
مجذوم

وظلالَ شخوصٍ
قد تركوا تعبًا يرقبُ عودتَهم ... لكنْ
رحلوا
...... رحلوا
وصدى تعبٍ مبحوحٌ
يخفتُ
..يخفتُ
....يخفتُ
حتى غار بوادٍ تسكنُهُ أشباحٌ خُرْسْ

١١ يونيو ٢٠٢٠





الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.