شيئا فشيئا .. - عبد النبي عبادي | القصيدة.كوم

شاعر وناقد وكاتب مسرحي مصري، ينفخ من روحه في قصائده كفراشة تطارد اللهب (1987-)


247 | 0 | 0 | 0




.. وشيئا فشيئا
نجُسُّ انتصاراتِنا المُهملةْ
ونبحثُ في واحةِ الذّكرياتِ
عن النّخلةِ الأولى في الكلامِ
ونُنكرُ في الشّعرِ مَنْ أوّلَهَ !
وشيئا فشيئا ..
نعودُ إلى اللّونِ والأغنيةْ
لنَرفُضَ شهوتَنا في الخلودِ
ونجتنِبَ الطعنةَ القاتلةْ
وشيئا فشيئا ..
يقولُ لنا الضوءُ : هيّا .. اتبعوني
ليرمي بنا في مهبّ الحقيقةِ
حيثُ الإجاباتُ أقسى من الصمتِ والأسئلةْ !

وشيئا فشيئا ..
سنكتشفُ الحُبّ فوق المجرّاتِ
حيثُ نرى الأرضَ محضَ مجازٍ
ينوءُ به الوهمُ والأخيلةْ ..
نقولُ لجرحى الحروبِ
وعمّال شحن الصّواريخِ
والأمنياتِ القنابِلِ
والأمّهاتِ الأراملِ
والعابرينَ الحدودَ إلى الأمسِ
والمُتعبين على "بحر إيجة" والهاربين من الموتِ:
ما أكرَمَ الحُزنَ ، ما أعدَلَه!!
يجيءُ أميناً وفيَا
سخيا عفيا
لا يستكينُ ولمْ تُغرِهِ الضحكاتُ الفوارغُ
يغتصبُ الكبرياءَ الحرونَ
ويجرحُ أيامنا المُقبِلَةْ
تضجّ هنا زفرةُ القابلة :
ضعيهِ هُناكَ على شَفةِ الجُرحِ
أو عمّديهِ بماءِ البلادَةِ
حيثُ البلادةُ صكُّ العبورِ وَرَسمُ الحضورِ إلى "الآن" . . !
ضاقت بنا الأرضُ يا إخوتي،
وأنكَرَ من يدّعونَ الأبوّةَ قُمصانَنا
فجئنا خِفافًا ليحِملَنا البئرُ
في لحظةٍ بالنّدى مُثقلَةْ !
لكنَ ربّ الحداثَةِ أعمى ولن تهتدي في مداهُ العيونُ ولا القافِلةْ !!
نُطيّبُ خاطرَنا بالكلامِ الكلامِ
ونأكُلُ عنقودَ سُكرٍ هزيلٍ
لنشرَحَ تكعيبةَ الرّوحِ جنبَ فتاةٍ
تُغنّي لرحلتها المدرسيّةِ في الحافلةْ !
وشيئا فشيئا
تحنُّ إلى دمعنا البابليّ
نبكي طويلاً
ونشجُبُ صحرائنا القاحلةْ !





الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.