العشاء الأخير - رضا السيد جعفر | القصيدة.كوم

شاعرٌ عراقي، يسقي في قلب الحقيقة سنابلَ صدق المعنى (1978-)


267 | 0 | 0 | 0




لم تعد السكاكينُ تكفي لهذه الوليمة
و الحيرةُ لم تعدْ تكتفي
بنزيف الإجابات .
توقّف الآن عن الاحتراق
قرب الموقد الأبكم ؛
و لا تهدر الكلمةَ العذبةَ
على الأذن البور .
إنّكَ تعرفُ ما لا يعرفه الشتاءُ
عن العلاقةِ بين الكمأةِ و البرق ،
و بين الغيمةِ الساذجة
و الشوك المراهق .
تعرفُ جيّداً
- أيّها القرويُّ الفَطِن -
أنَّ الكلماتِ هكذا ..
تورقُ على الصخورِ المكتنزةِ بالينابيع
كما تتشوّكُ بمجرّد الهطول
على السَّباخِ المُتقَن .
أ لمْ أقل لكَ
: لا تستعجل الوثوقَ بالمناديل
فالكثيرُ منها أكفانٌ
لم تبلغ سنَّ الرشدِ بعد
و لا تفرّقُ بينَ القصيدةِ و الضريح
أو البؤبؤ و الحصاة !
ضع الآن شوكتَكَ عن العشاء الأخير ..
فما دمتَ ترى ( المناديلَ )
لا تلتفتُ لنداء المآقي
و الأشجارَ تنتحبُ
على أكتاف النجّارينَ و العسس
فكلُّ الأكاليل القادمةِ
تيجانٌ من الشوك
و انقراضٌ بطيءٌ
على دربِ الجلجلة .
ما الذي تجهلُهُ من الصُّلبان ؟
و ما الذي تخشاهُ
من المساميرِ و المطرقة !
أ لمْ تخلعْ ضلعين منكَ
لأنّهما غير ُ صالحَينِ للدفئ !؟
أ لمْ تُلقِ بضلعينِ آخرَين
في المواقد ذات الحطبِ المشلولِ
لمشرّدي المدينة !؟
أ لمْ تَتَلقَّ النباحَ و المخالبَ
كأنّكَ الفريسةُ الوحيدةُ
في هذهِ الغابةِ الماثلةِ على شكل حياة !؟
ضع الشوكةَ الآن ،
و لا تُفسدْ هيبةَ الحفلِ ،
و فضولَ المارّة ؛
و لا تُناقش النجّار حول صليبهِ القصير .



26-2-2022


الآراء (0)   


الموقع مهدد بالإغلاق نظراً لعجز الدعم المادي عن تغطية تكاليف الموقع.

يمكنك دعمنا ولو بمبلغ بسيط لإبقاء الموقع حياً.