شاعر وناقد ومفكر ومترجم سوري لبناني، قاد الثورة الحداثوية في النصف الثاني من القرن العشرين، مما ترك أثرا كبيرا على الشعر العربي يشبه تأثير إليوت على الشعر الإنجليزي. حائز على جائزة العويس الثقافية دورة 2002-2003 في مجال الإنجاز الثقافي والعلمي. (1930-)
400 |
0 |
0 |
0
0 تقييم
إحصائيات تقييم قصيدة "أوراق في الريح" لـ "أدونيس"
عدد التقييمات: |
معدل التقييم: 0
5 star
0
4 star
0
3 star
0
2 star
0
1 star
0
لتقييم وتفضيل ومشاركة جميع قصائد وترجمات الموقع، يتوجب تسجيل الدخول. عملية إنشاء حساب جديد أو تسجيل الدخول لا تستغرق من وقتك دقيقة واحدة، وتتيح لك العديد من المزايا
قيم قصيدة "أوراق في الريح" لـ "أدونيس"
أوراق في الريح 0
مشاركة القصيدة
-1-
لأنني أمشي
أدركني نعشي.
-2-
أسيرُ في الدرب التي تُوصلُ اللهَ
إلى الستائر المُسدلَهْ
لعلّني أقدر أن أبدلَهْ.
-3-
قالَ خَطْوي وَرَدّدتْ أبعادي:
"قد تكون الحياةُ أضيقَ من ثقبٍ صغيرٍ في كومةٍ من رمادِ".
-4-
كاللعبِ
تركض في مفاصلي
كلّ رياحِ التّعبِ،
هل رُوّعتْ من لَهبي
فالتجأت لريشتي
واختبأتْ في كتبي؟
-5-
حولي، على وجه الضّحى، صدَأٌ
يغفو على بابي
في شكل أظفارٍ وأنيابِ
أرنو له بغدي وأغسلهُ
بدمي وأعصابي.
-6-
ألموعد المجهولُ في صمت العذابِ
إبرٌ تخيّط لي إهابي.
عَمِيتْ دروبي: أين وَجْهُ الأفْق يقرأ لي كتابي؟
-7-
وطني يُغَلْغِلُ في متاهٍ أجردِ
هذا غدٌ؟ لا لستُ من هذا الغدِ.
-8-
نهر العالم ارتوى
من سراديب رجسهِ
أرضه، منذُ كوّنت
أَطفأتْ شمعة الغدِ،
قال عنه تجدّدي:
"أنا أجري بعكسهِ".
-9-
لكي تقول الحقيقَهْ
غيِّر خطاكَ، تهيّأْ
لكي تصيرَ حريقهْ.
-10-
كلّ العالم فِيّ جديدُ
حين أريدُ.
-11-
لأنّه روّى من دمِه قولَهْ
لأنّه أسمى
من كلّ مَن حولَهْ،
قالوا له: "أعمى"
وانتحلوا قولَهْ.
-33-
شَدّ على لسانِه وكَمّا
فمات، بعد برهةٍ، أصمّا.
-34-
بدلّ حتى خطَاهْ
بِلألأهْ:
كيف يصوغُ مَبْدأهْ؟
-35-
يا وجهَ الممكن ، وجهَ الأفُقِ
غيَرْ شمسَك، أو فاحترقِ...
-36-
أعمقُ أن أغيبا -
أن أسكنَ الغريبا،
لكي أصوغَ شكلَ السؤال، أو أجيبا.
-37-
هذا الجيل الطالع بعدي مثلَ هدير الأشياءِ
هذا الجيل وقفتُ عليه كل غنائي
لم يُولد بعد، ولكن ها هو ينبض في أعماق الوطن
ها هو يحرق ثوب العفَنِ.
ها هو ينقب سدّ الأمسِ،
بيد الشّمسِ،
ذاك الجيل الطالع بعدي مثل الماءِ
مثل هدير الأشياءِ.
-40-
لأنّه الأفْقُ صدىً كلُّهُ
قلبٌ من الآتي وتسبيحُ،
لا تهرمُ الريحُ.
-41-
أرقبُ اللهَ عن كثَبْ
بَصري نورُ شمعة
وحنايايَ من لهَبْ:
وحدَهُ، يفهم التَعَبْ.
-42-
لا أنحني
إلا لأحضن موطني
أنا صدرُ أمّ مرضعٍ تحنو، وجبهةُ مؤمنِ.
-43-
من يرى الموتَ مِثلَهُ والحياةَ،
يكتب الليلَ والنهار بعينيه
وتمحو أوراقهُ الممْحاةَ.
-44-
لأنّه يحيا صدىً وأشتاتا،
إحساسُه ماتا.
-45-
هذا العالم، منذُ ابتدأَ
لم يطفئْ حتى .. حتى الظَمأَ ..
-46-
يتّكئْ السجنُ على قَملتينْ:
إحداهما حُبلى، وتلك التي
ماتت، تصبّ الأكل في قَصْعتينْ.
-47-
يا شمعةَ المستقبل البصيرَهْ،
مالي أخاف الطّرُقَ القصيرَهْ؟
-48-
أحسّ المغيّب ينبت قربي:
خطايَ اكتشافٌ
وسيريَ أبعدُ من كل دربِ .
-49-
قال الغد الحائرْ:
"إن طفر اللحنُ
من شفتيْ طائِرْ،
لا يطربُ الغصنُ".
-50-
هذا العالمُ: من يبنيهِ
يرميه أكثرَ في التّيهِ.
-51-
رأسه تحت وجهه
والعصافير فوق رأسهِ
تتلهّى بيأسِه،
والليالي تخثّرت
عَلَقاً مِلْءَ نفسِه.
خلف عينيه قصّةٌ
لم تُترجم حروفها
جذعها الشكّ والحذرْ
والمآسي قطوفها.
عمره شقُّ حفرةٍ
وسراديبُ تُبتكَرْ
هو دنيا طويلةٌ
برغيفين تُختَصرْ.
غده خلف أمسهِ
وحانياه للتهرّؤِ والقيء مشتلُ،
كادت الأرض تجفلُ
حين همّت بلمسِه.
...
زمن الشمس في خطاه جليدٌ محجّرُ
والثواني تفسّخت عبثاً لا يُفسّرُ
في ينابيع حدسهِ.
...
قلبه خيط سنبلٍ
واختلاجاته قصبْ
رُبّ جفنين من حطبْ
رفْرفا عبر هجِسه:
لا تقل مات يأسهُ
نبضه سرّ يأسِه.
-56-
أجيءُ مع الناس للكونِ حلماً
وأذهبُ حُلما
وحسبي، أضيفُ لهذا الوجودِ
صباحاً، ورفّةَ جَنْحين، واسْما .
-57-
هُوذا، يرفض أن يرقى
إلا حرْقا،
فيه نارٌ لا تخبو
فيه القلبُ.
-58-
نوافذٌ من الدموع هاجرتْ
وجبلٌ من الزّنودِ غائِرٌ
يرصدُه الهواءُ والصَنوبرُ الحزينُ، كلّ لحظةٍ.
وتينةٌ عتيقةٌ
جفونها من البكاء التصقت بساقِها
والصّمتُ سنَّ إبرَ النسيجِ:
خاطَ كفنَ الطيورِ
خاطَ جَرساً من الحُفَرْ.
خُيِّلَ لي كأنني
أسمعُ لغوَ طفلةٍ تسمّرت على السرير كفُّها
وعَلِقت جفونُها بخاطرٍ تحسبه فراشةً
أو كرةً أو لعبةً لم تلمح السماءُ مثل لونها.
خُسِّل لي كأنني في سهَرٍ وفي سَمَرْ
أجلس مع سيدةٍ تظنني حفيدَها
تأسرنا بالقصص الغريبِ كلّ ليلةٍ:
"جنّيةُ المياه في غلالةٍ من الدّجى
تبدو لنا شرارةً أو شبحاً
تحبّنا ، تأخذنا لأرضها،
تُلبسنا ثيابَها الريحيّة، الخفيّة الخيوطِ .
وحارسُ القطيع في تلالِه
تقتله الذئابُ أو يقتلُها.
والفارس الجميلُ في هجومه
يقضي على غريمه بلفتةٍ
ويخطفُ الحبيبةَ الحلوة من خِبائها".
...
خُيّل لي كأنني
أُمسِكُ شعرَ الزمن المسافر الذي عَبَرْ
أجدله أُعيده نوافذاً
وطفلةً صغيرةً وجدّةً
وأستعيدُ ما غَبَرْ.
نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)