منخرطا في اللحظة - عبد المنعم شريف | القصيدة.كوم

شاعر مصري، تسامح والأشياءَ فأصبح شاعراً -بلا قلقٍ- تسعى إليه المشاعر (1996-)


178 | 0 | 0 | 0




منخرطًا في اللحظة أكتبُ ..
هذا العالمُ يشبهُ حاويةَ قُمامةِ
أتوغلُ في اللحظةِ ثم أقول :
عيناكِ مماثلةٌ لحريقِ الغابةِ
وأنا أحترقُ أمامَكِ منخرطًا في اللحظةِ
وأسيرَ النظرةِ واللمعةِ في عينيكِ

أحترق وأنظر في عينيكِ
منخرطا في اللمعة داخلها

ضيعني السفرُ وشردني السهرُ وأدماني التحديقُ طويلا في العالم
ضحكتيَ جلاءُ الزمنِ الشّاحبِ
فرسٌ يتوحشُ في الأرجاءْ ..
إن كرَّ وإن فرَّ كوحشةِ ذكرى !

روحي وردةُ جارتنا المتعبةُ من الشمسِ
وبالي ثلجُ الأوقاتِ الرائعةِ ، وتنهيدةُ موسيقى نزَّت آلتَها في عمق الأيام الراكضةِ تجاهي ..

أيامي خاويةٌ كصداها المتمددِ في ساحةِ مرآها
هادئةٌ كمراهقةٍ جربتِ القبلةَ والحضنَ الدافي

أيامي تشبهُ أيامَ صباها ..

أشربُ شايًا منخرطا في اللحظةِ
أشرب كلَّ الأشياءِ كمنخرطٍ في كلِّ الأشياءِ وأتبعُ صوتَ بكاها الهاربَ من زنزانةِ ذكراها

أشرب قهوتي الحلوة منخرطا في لحظتي المبتعدة عني كخطاها

أشرب قهوتي الحلوة ممتلئا برؤاها

وأفكرُ ..

ماذا لو أبتعد عن اللحظة حينا

أيكون الوقت هو الوقت

والأشياء هي الأشياء ..!

وأفكر جدا جدا في عينيها
في اللمعة تشتعل كما اشتعلت بلدٌ عن آخرها

ماذا لو بدلت اللحظة باللحظة

هل أقتنع بأن العالم يشبه حاوية قمامة

هل أحترق أمامك منخرطا في اللحظة حقا؟

أشرب قهوتيَ الحلوةَ معترفًا
أنَّ العالمَ يشبهُ عينيها المشعلتينِ أمامي
كحديقةِ أفكاري..





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)