نشيد يوتوبيا المدينة - عبد المنعم شريف | القصيدة.كوم

شاعر مصري، تسامح والأشياءَ فأصبح شاعراً -بلا قلقٍ- تسعى إليه المشاعر (1996-)


157 | 0 | 0 | 0




المدينةُ محضُ امتدادٍ إلى الوهمِ

والوهمُ محْضُ طريقٍ إلىْ الموتِ

لكنّني في سكونِ الحدائقِ

أبْصِرُ عاصفَةً مِنَ وُجودٍ جديدٍ

أرَىْ عالمًا كالجَزيرَةِ

ليْسَ يَمُرُّ عليهِ الزمانُ

سوى ليقولَ لأرواحنا:لا تخافوا

ليعطيْ الحياةَ إلى الكائناتِ ويمضيْ

ويتركَ للمطلقِ المستحيلَ

يقولُ ادخلوا، واستقروا

كما تستقرُ الحمائمُ في الليلةِ الحالمَةْ...

المدينةُ ترسِلُ أحلامَنَا في الفضاءِ

فتستيقظُ الأنجُمُ الناعساتً

وتأخذُ أرواحَ أحلامِنا وتضيءُ!

أرى في الرؤى أنَّ فجرًا سينضجُ

منْ عتمةِ الأنفسِ الموحشاتِ،

ومنْ أدمعِ الأبرياءِ،

ومن ذلةِ اليأسِ في عمقِ أرواحِنَا القاتمةْ

في سكونِ المنازلِ ،

أم في سكونِ الحدائقِ ،

أمْ في سكونِ الطرقْ..

لا أرى غيرَ ملحمةٍ منْ غناءٍ،

وأوركسترا تتأججُ من ذكرياتِ الحروبِ البعيدةِ

أرى مُدُنَا تُبْتَنى، وعاصمةً تأتلقْ!

في السكونِ أرى روعةَ الحلمِ

تنشرُ نيرانَها العبقريةَ ،

أشْعُرُ أنَّ حدودَ الحقيقةِ واضحةٌ كانبثاقِ الشعاعِ

أرى الحبَّ لا تتحكمُ فيهِ الشريعةُ،

لا يتدخلُ فيهِ الملاعينُ،

أو يسحقُ الأهلُ أنوارَهُ الناعمَةْ!

هاهُنَا ليسَ سوى الواقعِ المتحررِ

منْ وطأةِ العقلِ؛

ذلك الكائنِ المتحجرِ،

إني أقولُ لهُ دائمًا

هل رأيتَ ارتعاشَ الندىْ

عندما يتساقطُ منْ وردةٍ

للرصيفْ؟!

هل سمعتَ حديثَ فتاةً لمحبوبها

فانكسَرْتَ معَ اليأسِ

في صوتِها الأنثويِّ الضعيفْ!

هل شَمَمْتَ الرياحينَ والعبقَ المتناثرَ

حولَ الشوارعِ في ليلةٍ باردةْ؟

هل تَغَنيّتَ بالحبِّ

حينَ توحَدَتِ الأرضُ بقلبيْ حبيبينِ

يتخذانِ الحقولَ ملاذًا كأغنيةٍ خالدةْ

إنَّهُ العَقْلُ فتنةُ هذا الزمانِ ،

عدوُّ المساكينَ والشعراءَ ،

حجَّةُ منْ يفسدونَ الهوى ،

ومن يصرخونَ بأرواحِ أحلامِنا

وهْيَ تسبحُ وسْطَ ضبابِ الأريجِ

كعصفورةٍ هائمَةْ!

المدينةُ تشرِقُ روعتَهَا

مِنْ فؤادِ اخضرارِ الأماكنِ

حيث الفتاةَ التي استيقظتْ

في لهيبِ الوجودِ الرتيبِ

تسافرُ في بقعةِ العالمِ الشاعريّ!

إنها تفتحُ شرفَتَهَا في انتظارِ الرسائلِ،

تغزلُ دمعتَها كي ترى الكونَ أرحبَ ،

تعرفُ ما خبأتْهُ القصيدةُ في قلبِ شاعرها

من هواءٍ نديٍّ ،

وعشبٍ يضيءُ العيونَ افتتانًا

إلى آخرِ الأرضِ!

من سوف يأتي هنا ليوقظَ هذا البهاءَ

بأرواحِ من يغلقونَ النوافذَ؟!

إني تعبتُ من العالمِ الصَلبِ،

متُّ اختناقًا منَ الحربِ،

والناسُ لايدركونَ بأنَّ وراءَ القفارِ

حياةً، وبنتًا تمدُّ يَدَ الحبِّ

خالصَةً مِنْ ضغائنِ مَنْ يصنعونَ القنابلَ

لا يدركونَ بأنَّ وراءَ القفارِ

تنيرُ المصابيحُ كالثورةِ العارمَةْ..!





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)