رحيل في شجر المساء المجنون - عبد المنعم شريف | القصيدة.كوم

شاعر مصري، تسامح والأشياءَ فأصبح شاعراً -بلا قلقٍ- تسعى إليه المشاعر (1996-)


162 | 0 | 0 | 0




رحيل
..

أنا راحلٌ نحو أبعاد بيتي القديمْ ،
بيتِ جدي الذي لم يزلْ
لا يفارقني
صداهُ .

أينَ بيتكمُ جَدَّتي ؟
أينَ رحلتنا نحو عمتنا في القطارِ
وأكذوبتي أن فجرًا يؤذنُ
رغم أنيَ كنت أحسُّ نداهُ ..

لقد كانَ حلميَ محضَ اغترابٍ
وكان رحيليَ نحوكمُ غربةً
حط فيها السرابُ وفجَّرَ مرآتَها الاشتباهُ .
.........

شجر
..

أنا الشجرُ الهشُّ
أغري انفعالَ الطيورِ
كأن بعمقيَ ينمو اخضرارٌ ، ويسطعُ عشُّ
كأنَّ الحياةَ بلا أي صوتٍ هناكَ
كأني وُهبتُ عصاكَ
فصرتُ طوال سنينِ الهروبِ
على ذكرياتِ الوجودِ أهشُّ
أنا الشجرُ الهشُّ

جنون
..

جنونٌ يبرره البوحُ.. !
وأسئلةٌ لا تجيبُ الجنونْ
هكذا قلتِ
: كلُّنا راحلونْ .

فاستعدي لموسمِ جمعِ الثمار ،
للخريفِ ، وللصيفِ
استعدِّي تمامًا لحتفِكِ ثم لحتفي ..
استعدي لعشٍّ مقيمٍ مقيمْ
استعدِّي لهذا الجنونِ العظيمْ

..

مساء ..

نسيتُ المساءَ لديكِ
ثمَّ نَمَوتُ على طُرُقٍ
لا تردُّ السلامَ عليكِ

نموتُ على طرق كنت أشبهها
ولكنها _ ياغرابةَ هذا الزمانِ _
كانتْ تُهيلُ الصباحَ على ناظريكِ

رياحٌ تصيحُ
وشمسٌ تشيخُ وتَنْهَدُّ

ظباءٌ يسائلها النَّهرُ
أينَ الذي لم يقلْهُ المؤلفُ عنكمْ
وأينَ المواعيدُ والوردُ !

وبحرٌ يلوحُ أمامَ صحاري النوافذِ
حيث التساؤلُ والرَّدُّ ..

طيورٌ تعيدُ الحياةَ إلى البحرِ

ووجه يعيدُ الحياةَ إلى الشِّعرِ

أحريتي تلكَ ياربُّ ؛ أم أنني في طريقيَ للفجرِ ؟!

وهل سوف أنسى
بأني نَمَوتُ على طرقٍ
لا تردُّ السلامَ عليكِ !

وهل سوف أنسى
بأني نسيتُ المساءَ لديكِ !

...





الآراء (0)   

نحن نمقت الإعلانات، ولا نريد إدراجها في موقعنا، ولكن إدارة هذا الموقع تتطلب وقتاً وجهداً، ولا شيء أفضل لإحياء الجهد من القهوة. إن كنت تحب استخدام هذا الموقع، فما رأيك أن تشتري لنا كاسة قهوة على حسابك من هنا :)