إلى أيِّ شئٍ يا خيالُ تميلُ
وحولكَ أرضٌ خصبةٌ وسهولُ

وحولكَ من كُلِّ المعاني شواطئٌ
أقامَ عليها شاعِرٌ ورَسُولُ ..

تبيحُ إليكَ الممكناتُ ضميرَهَا
ويغريكَ من كلِّ الجهاتِ دليلُ

وضوحٌ جديدٌ لاحَ في أفْقِ خاطري
ومنهُ بقلبي لهفةٌ وفضولُ ..

ومنهُ بروحيْ .. بلدةٌ وشوارعٌ
أقدِّمُ أيامي لَهَا وأجولُ ..

أقول وقد لاحتْ أمامي فراشةٌ
على الزرعِ : أيامُ الجمالِ هُطُولُ

أنا واحدٌ منكمْ ولكنني فتًى
تفرّسَ في ماضيهِ وهْوَ عليلُ

ونامَ بركنٍ يعرفُ اللهُ أمرَهُ
له هدأةٌ في الروحِ ليس تزولُ

له هدأةٌ في الروحِ ريانةُ الرؤى
رياحٌ وأمـطارٌ وثمَّ هديـلُ

على كلَّ حالٍ أشكرُ اللهَ قائلا
بلطفٍ سباني مغربٌ وخميلُ

وصوبَتِ الأحلامُ نحوي نجومَها
فصارَ ذهولي يعتريهِ ذهولُ

أجل صارتِ الأيامُ تنحتُ نفسَها
ولكنَّ أجواءَ الزمانِ شكُولُ

وصدقتُ قولَ الناسِ في حينِ أنني
أحضِّرُ أقوالاً ولستُ أقولُ

ورتبتُ نفسي بعدما كنت ضائعا
فنوَّرَ حقلٌ نفسَهُ وحقولُ ..

وقلتُ وقد لاحتْ أمامي فراشةٌ
عَلَى الزَّرعِ : أيامُ الجمالِ هُطُولُ..