زيتونة - مرسي عوَّاد | القصيدة.كوم

شاعرٌ مصريٌّ (1980-) ثبَّتَ تجربتَه شعريّاً ونقديّاً كإحدى التجارب المهمة في المشهد الشعربي المصري والعربي.


254 | 0 | 0 | 0



”العزلة حديقةٌ لكن بشجرةٍ واحدةٍ.“
(أدونيس)
.........................


باسْمِ الَّذي (...؟)..
لا.. بل ببَسْمَلَتي!
يا سُورتي،
حرفي! وتهجئتي!

اليومَ أُنزِلُ فيكِ معجزةً
وغدًا سأنسخُها
بمعجزةِ


من أوَّلِ الدُّنيا لآخرِها
أجتازُ ملحمتي
بملحمتي

الكلُّ يمشي مِن... إلى جهةٍ
وأنا إلى... مِن... في... على...

جهتي

أَرْشَفْتُ ذاكرتي
لأحرقَها
وأضيءَ..
تأريخًا لصعلكتي


أنا أوَّلُ الـ-(لا بعدَهُ أحدٌ)
أنا آخرُ الـ-(وحدي: مقدِّمتي)

لي ما لـ (آدمَ):
- عالَمٌ خَضِرٌ
- وإجابةٌ في جَيْبِ أسئلةِ

بالقبحِ
كنتُ جَمالَ جَنَّتِهِ
كنتُ النَّبيَّ
بسبقِ معصيتي



هذا الَّذي في الأرضِ من أثَري
بيتُ القصيدِ
بغيرِ تقفيةِ

أمشي
فتعرِفُ خطوتي طُرُقي
وإذا رحلتُ
تحنُّ أرصفتي

جئتُ الأخيرَ
وصرتُ أوَّلَهم
وتُرتِّبُ الأيَّامَ أُحْجِيَتي


في لُعبةِ الكرسيِّ
يُجلِسُني زمنٌ
يُسابِقُ فِيَّ أزمنتي

أمسي... غدي... يومي...
أُعايِشُهُ
تقليبَ فِنجانٍ بمِلعقةِ

لملمتُني
ثمَّ انتثرتُ خُطًى
لمَّا عرفتُ بلاغةَ الشَّتَتِ:


طينٌ
يسيرُ على التُّرابِ إلى
طينٍ
يسيرُ على (...؟)
على عَنَتِ

بيني وبينَ النَّاسِ
صومُ نبيٍّ
قالَ:
أنَّى لي بمعجزةِ؟!

أسري وحيدًا.. وَسْطَ زحمتِهم
في رحلةٍ للنُّورِ موحشةِ


ويقولُ لي ظلِّي:
تعبتُ
فأحمِلُهُ
وتحمِلُني مُخَيِّلتي

يا صاحبي
رُوحي مُعَبَّدةٌ
فاخلعْ ظلامَكَ واخْطُ في ثقةِ

لم ينكفئْ دربي بسالكِهِ
لم تعترفْ لُغتي بمِنْسَأَةِ


كلِّي معي
ومعي تَكِلُّ خُطًى
تُخْطي.. فتجري خلفَ أحذيتي

سحري: امتلاءٌ
لا مُمالأةٌ
والفارغونَ: هُواةُ شَعْوَذَةِ

أقلامُهم: صُلبٌ مُشرَّبةٌ بزخارفٍ..
قلمي أنا: شَفَتي

لم يَحْتَوِشْني ليلُ مَن جحدوا
أنِّي شموسٌ مِلءَ أوردتي

آتٍ
ألُمُّ مُلاءَةَ الظُّلُماتِ
بشمسِ أشعارٍ مُطرَّزةِ

آتٍ إلى الدُّنيا على قلمٍ
ومغادرٌ في قلبِ محبرةِ

هي ساعةٌ في البَوحِ مفصحةٌ
ويكونُ، بعدُ، زمانُ تَعْتَعَةِ

النُّورُ يُولدُ مرَّتَينِ:
- بقلبِ العارفِينَ
- وصدرِ محرقةِ



النُّورُ يُولدُ مرَّتَينِ
ويُدفَنُ مرَّةً.. حيًّا بأضرحةِ

اللهُ أكبرُ!
واشْجُ يا وجعي
لي في القصيدةِ بيتُ موعظةِ

في البيتِ
قِنديلٌ ومِسْبَحَةٌ...
في البيتِ
لا سقفٌ لأَخْيِلَتي

علَّقتُني في مِشْجَبِ الكلِماتِ..
سقطتُ سهوًا
من مُفكِّرتي

أُنسِيتُ يومًا أن أقولَ لها
إنِّي هناكَ
أَحُلُّ
مِ
شْ
نَ
قَ
تِ
ي

الزَّيتُ في المِشكاةِ يُشعِلُني
وأنا أُضيءُ:. الكون:.
من لُغتي

فَرًّا من النَّارِ
- الَّتي حرقتْ ضوءَ اتِّقادتِها -
بأُغنِيتي

أتنفَّسُ المصباحَ قافيةً
يتنفَّسُ القمرانِ من رِئتي

صَحْوٌ.. وما لتوَهُّجي دَخَنٌ
حتَّى تَغِيمَ سماءُ أشرعتي



أنا في الزُّجاجةِ
والزُّجاجةُ فِيَّ
أشِفُّ عن...
وتشِفُّ عن...
صفةِ

غَيبٌ..
ولكنْ حاضرٌ أبدًا
فردٌ..
وأبدو ألفَ كوكبةِ



من غُربتي
زيتونتي نبتتْ...
باركتُها
وجنَيْتُ شَيطنتي

مُتجذِّرٌ في النُّورِ...
مُنفلِتٌ
من سقفِ قِنديلي لمِجْمَرتي

نورٌ على نورٍ
أنا: مَثَلي
لا تضرِبُ الأمثالَ حَنجَرتي.



الآراء (0)   

دعمك البسيط يساعدنا على:

- إبقاء الموقع حيّاً
- إبقاء الموقع نظيفاً بلا إعلانات

يمكنك دعمنا بشراء كاسة قهوة لنا من هنا: